تجمع المعلمين الديمقراطيين: الفاقد التّربوي يُغذّي استمرار الحرب ويسبّب الفوضى في المدن

#الهدف_بيانات

قال تجمع المعلمين الديمقراطيين ان وبلادنا تمرُّ  بأخطر مرحلة في تاريخها الحديث، فهي اليوم مهدّدة بالتّفتيت والتّقسيم لأرضها بأيادي خارجية وداخلية، الفاقد التّربوي يُغذّي استمرار الحرب ويسبّب الفوضى في المدن.

واضاف التجمع في بيان أنّ قضايا التّعليم والمعلّم، لم تعُد من اهتمامات حكومة الأمر الواقع، التي سطت على ثورة شعبنا بإنقلابها الغادر، واشعلت الحرب المُدمّرة التي حطّمت أغلب البنيات التحتية والمؤسسات التّعليمية، وشرّدت 40./. من المعلمين والمعلمات إلى دول الجوار، وأن تجربة الحرب الطّويلة اثبتت أن حكومة الأمر الواقع شطبت دعم التّعليم ومرتبات العاملين فيه، من ميزانيتها.

وتنشر الهدف نص البيان:

الأخوة المعلمين والمعلمات.

نخاطبكم ، وبلادنا تمرُّ  بأخطر مرحلة في تاريخها الحديث، فهي اليوم مهدّدة بالتّفتيت والتّقسيم لأرضها بأيادي خارجية وداخلية -مع الأسف- وأغلب شعبها مشرّد بين معسكرات النّزوح في الدّاخل و اللجوء في الخارج، بعد أن حصدتْ الحرب أرواح مئات الآلاف من شبابه، وما يزال نزيف الدّم يجري على مدار اليوم والسّاعة. والأمراض تفتك بالشُّيوخ والنّساء والأطفال والفقراء، ومصير سيادته أصبح معلقاً في أيدي الآخرين ورهين رغباتهم ومصالحهم.

الأخوة الأعزاء، الأخوات العزيزات

– أما قضايا التّعليم والمعلّم، فلم تعُد من اهتمامات حكومة الأمر الواقع، التي سطت على ثورة شعبنا في 25 إكتوبر 2021م بإنقلابها الغادر، واشعلت الحرب المُدمّرة بين أطرافه في 15 من أبريل 2023م التي حطّمت أغلب البنيات التحتية والمؤسسات التّعليمية، وشرّدت 40./. من المعلمين والمعلمات إلى دول الجوار، وتحوّل ما تبقىٰ من مؤسسات ومدارس ورياض إلى مراكز لإيواء ضحايا الحرب والنزوح، والكثير منها لا يصلُح للتّعليم بحالها الراهن، وغدا التّعليم يخضع لجهود أُسرية ومبادرات فردية هنا وهناك، لمن استطاع إليه سبيلا، وبدون منهج يُناسب ظروف الحرب الاستثنائية.

لقد اثبتت تجربة الحرب الطّويلة أن حكومة الأمر الواقع شطبت دعم التّعليم ومرتبات العاملين فيه، من ميزانيتها،

ولذلك استهدفت بنادق أطراف الحرب ومليشياتها حياة بعض المعلمين والمعلمين، وانتهكت حقّهم في الحياة، في ابشع جرائم التّاريخ الإنساني، استهداف المعلمين في الحرب!

وخلّفت الحرب ملايين من الفاقد التّربوي الذي يغذي استمرار الحرب الآن، وينشر الفوضى في المدن، يقض مضاجع الأبرياء في الحياة.

المعلمين و المعلمات الكرام

إن سياسة ترك العاملين في التّعليم لمواجهة مصيرهم وحدهم، هو الذي اضّطر الآلاف منهم للإنخراط في أعمال هامشية لم يعٍدوا أنفسهم لها، في سبيل توفير مستلزمات الحياة لأُسرهم

ورغم هذه المآسي مازالت حكومة بورسودان، سادرة في غيّها وتُفرّخ في المليشيات المسلّحة، وتُجيّش في القبائل، بعد أن حوّلت كل موارد الوطن الاقتصادية إلى ميزانية الحرب، بلا أدنىٰ مسؤولية  أخلاقية أو وطنية أو دينية تجاه المأساة الإنسانية الأكبر في العالم بعد الحرب العالمية.

واستشعاراً منا لكل ذلك وانطلاقاً من مسؤولية المعلمين الوطنية والأخلاقية والمهنية نرى الآتي:

– ضرورة وحدة المعلمين على نطاق الوطن، ورفض تجزئة مسؤولية التّعليم، وتجاوز الفرز الجهوي والقبلي والعنصري، الذي تُمارسه حكومة الأمر الواقع ومليشياتها المتعدّدة.

.نؤكّد يقيننا الثّابت أن المعلمين والمعلمات هم آخر قلاع الوحدة الوطنية وحُرّاس الوجدان المشترك للشّعب السُّوداني إذا هُدم- لا قدّر الله- فلا عاصم بعده من التّشتت والتّفتت والانقسام.

– نُعلن استعدادنا للعمل الجاد والمسؤول لإبعاد العملية التّعليمية والإمتحانات والمهنة من الصّراع الدّموي الجاري وحسابات السياسة.

وندعو سُلطة الأمر الواقع لتقديم خدمات التّعليم المتوفّرة حالياً بحيادية ونزاهة وإنصاف، وضمان تكافؤ الفرص لجميع ابناء الوطن في أي بقعة منه، فهم عماد المستقبل وركيزة بناء ما دمّرته الحرب

– ندعو أطراف الصٌراع العدمي لوقف إطلاق النّار فوراً وبلا شروط، حقناً لدماء ابناء الوطن الواحد، وإغاثة ضحايا الجوع والمرض والعوز والفقر في المدن المحاصرة، الدلنج، الفاشر، الأبيض، كادقلي الذين يتهدّدهم الموت الآن ونجدة غيرها من المناطق التي تقطعت بها السُّبل.

و ندعو الأخوة المعلمين والمعلمات إلى موقف موحّد من قضاياهم المهنية والمطلبية، بعيداً عن مصالح السّّلطة وأطراف الحرب.

– ونؤكد أن مفهوم التّربية والتّعليم في العالم اليوم، يُكرّس للتّفاهم والسّلام في عقول البشر وليس الحرب.

– نُعلن رفضنا القاطع المساس بوحدة بلادنا من أي طرف، ونُدين الممارسات القبيحة لتقسيم المجتمع وخطاب الكراهية العنصري والجهوي في وسائل الإعلام

– نؤكد على ضرورة تطبيق العدالة والعدالة الانتقالية، ومحاسبة كل من أجرم في حق الوطن وشعبه، وعدم الإفلات من العقاب

– نرفض أي ترتيبات أو إجراءات تحت مظلّة الحرب لعودة عناصر النّظام البائد إلى قيادة المؤسسات التّعليمية والنقابية.

– نؤمّن على حق الجميع في التّعليم وفق مبدأ تكافؤ الفرص، والإمتحانات الموحّدة والنّزيهة للشّهادة السُّودانية، وفي تولي المسؤوليات.

– نتبنىٰ تكريم المعاشيين  وانصافهم، والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم.

– المجد والخلود لشهداء التّعليم في هذه الحرب

– فلنعمل من أجل تعليم مجاني لكل سُوداني.. في وطن حُر وديمقراطي ومُوحّد ترفرف فوقه رايات السّلام والحُرّية والمحبّة.

– تجمّع المعلمين الديمقراطيين ” تَمد “

– التّاريخ 19 صفر 1447هجرية. الموافق 13 أُغسطس 2025م.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.