وسط الرياح: لجنة التطبيع… أم لجنة التفريق؟

بقلم: أبوبكر الطيب

#ملف-الهدف-الرياضي

قراراتٌ تصنع الفوضى… وتُنتج خونة المبادئ

في مشهدٍ يُثير الغثيان ويعكس حجم الانهيار الذي ضرب جسد الرياضة، أصدرت لجنة تطبيع اتحاد الخرطوم قراراتها الأخيرة في ظل غيابٍ تام لأي شرعية قانونية أو أخلاقية.
قراراتٌ لا يمكن وصفها إلا بأنها جريمة موصوفة… في حق العدالة، وفي حق الأندية، وفي حق الذاكرة الرياضية.

أولًا: لجنة بلا شرعية… وقرارات في حكم العدم
استنادًا إلى قرار المحكمة العليا، فإن مجلس اتحاد الخرطوم المحلي لكرة القدم فاقد للشرعية القانونية، وكل ما يصدر عنه من قرارات هو في حكم الباطل المطلق.
لكن اللجنة، في تحدٍّ فجٍّ للأحكام القضائية، مضت في إصدار قرارات مصيرية متجاهلة القانون ومتجاوزة صلاحياتها المحدودة.
وقد اختارت أندية أخرى لتُشاركها العبث… وكأن شيئًا لم يحدث!

ثانيًا: قرارات تُكافئ الفشل وتُعاقب الشرف

  • إلغاء الهبوط: رسالة لكل فريق فاشل أن استمر في الخسارة، فسيأتي يوم تُنقذك فيه لجنة التطبيع.

  • تصعيد أندية بعينها: لم يستند إلى لائحة، ولا إلى ترتيب تنافسي عادل، وإنما إلى مكافآت لمن سايروا اللجنة، وربما أكثر… بتقديم فروض الولاء والطاعة والطياعة والطاءات التلاتة.

هذه ليست قرارات فنية، ولكنها مقاولات رياضية تُدار كما تُدار البضائع الرخيصة.
والأدهى أن هذه القرارات تُسوّق على أنها نجاح، في حين أنها عار رياضي موثق في جبين الرياضة بعد أن فقدت طهرها ونقاءها.

ثالثًا: من يتحمل العار الحقيقي؟
لا تكمن الفضيحة فقط فيمن اتخذ القرار، ولكن فيمن قبل به ورضي التتويج الملوث والصعود الجبان.
من يقبل أن يُمنح نصرًا لا يستحقه، هو ليس فقط متواطئًا، وإنما:

  • عديم الشرف الرياضي.

  • مفرّطٌ في اسم ناديه وتاريخه.

  • مشبوه الرجولة، مهزوم الضمير.

إن من يتباهى بهذا المكسب الرخيص، إنما يُهين جمهور ناديه قبل خصومه، ويكتب على راية ناديه: نصعد بالخيانة لا بالجدارة.

قد تبدو كلماتي قاسية، لكن الحقيقة لا تتجمّل عندما يكون الجرح غائرًا.

الرسالة الأخيرة:
هذه ليست أزمة قرارات فقط، ولكنها أزمة أخلاق وقيم ومسؤولية.
اللجان إلى زوال، وكل ما كان سينتهي، ولكن الخزي والعار يبقى في ذاكرة الأندية والرياضيين لأنه تاريخ… والتاريخ لا يُمحى، وفي ضمير الجماهير.

أهلك العرب قالوا:

الكرامة أغلى من النصر، والنصر بلا شرف هزيمة مستترة وفضيحة باقية للأبد.
ليس العار في أن تسقط، وإنما أن تصعد فوق جثث المبادئ والأخلاق.

والله المستعان.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.