معاناة النساء في الفاشر وكادقلي والدلنج.. صرخة تتكرر في ظل صمت دولي مريب

بقلم حاجة فضل كرنديس

#ملف_المرأة_والمجتمع

الفاشر، كادقلي، الدلنج — تتواصل معاناة النساء في مناطق دارفور وكردفان، في ظل الحرب المستمرة التي تعصف بالمنطقة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل مأساوي، وتزداد أصوات النساء والأطفال التي تتعالى طلبًا للنجدة، إلا أن الصمت الدولي يظل مخيمًا على المشهد.

في مدن مثل الفاشر وكادقلي والدلنج، تُجبر النساء على مواجهة الجوع القاتل، حيث يضطررن لتناول الأوراق والحصى والأمباز، كوسيلة يائسة للبقاء على قيد الحياة، وسط حصار خانق يمنع دخول الغذاء والأدوية الضرورية. هذا الوضع، الذي يهدد حياة مئات النساء والأطفال، يعكس تجاهلًا متعمدًا من الأطراف المتصارعة، الذين يواصلون حربهم من أجل مكاسب سياسية ومالية، على حساب أرواح الأبرياء.

انتهاكات جسيمة وواقع مرير

إلى جانب الجوع، تتعرض النساء لانتهاكات فظيعة، تتنوع بين الاغتصاب، والعنف الجسدي والنفسي، والاختطاف، مما يترك آثارًا عميقة على حياتهن وكرامتهن. وأمام هذا الواقع، تتفاقم الأمراض بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، في مشهد ينذر بكارثة إنسانية تتصاعد يومًا بعد يوم، في غياب تام لأي تدخل فعال من المنظمات الدولية المعنية.

غياب المنظمات الدولية ودعوة للتحرك العاجل

تغيب المنظمات الدولية بشكل مريب عن المشهد، مما يزيد من معاناة النساء والأطفال، ويتركهم فريسة لنسيان المجتمع العالمي. في ظل هذا الصمت المريب، تتجدد الدعوات إلى تدخل عاجل وفعال من قبل المجتمع الدولي، لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، وتقديم الرعاية الصحية، وحماية المدنيين، خاصة النساء والأطفال، من الانتهاكات المستمرة.

نداء لإنهاء الحرب وتحقيق العدالة

وفي ختام المطالب، يوجه الشعب السوداني والعالم أجمع نداءً عاجلًا بوقف فوري وشامل للحرب في دارفور وكردفان، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الأبرياء. كما يطالب المجتمع الدولي بسرعة التحرك، لتقديم المساعدات الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات الجسيمة، لضمان تحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب.

ختامًا

لن نتوانى عن دعم النساء في دارفور وكردفان، وسنظل نعمل بكل الوسائل لإنقاذ حياتهن، واستعادة كرامتهن. إنّ استمرار الصمت لن يغير من واقع الألم والمعاناة، فالحاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل، لإنقاذ هؤلاء النساء والأطفال من نيران الحرب، وتوفير حياة كريمة لهم قبل فوات الأوان.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.