
منعم مختار
#ملف_المرأة_والمجتمع
النشيد الوطني الجزائري (قَسَمًا) “قسماً بالنازلات الماحقات/ والدماء الزاكيات الطاهرات…
” النشيد يتحدى فرنسا مباشرة
” يا فرنسا إن هذا يوم الحساب….” ما جعله فريدًا بين كل الأناشيد العربية.
- بدأت فرنسا استعمار الجزائر عام 1830م بطريقة استيطانية قاسية وفريدة، إذ أدرجت الجزائر كجزء من التراب الفرنسي، ونفذت سياسة طمس الهوية واللغة والثقافة، ومصادرة الأراضي لمصلحة المستوطنين، بخلاف استعمارات أخرى كانت تعتمد على السيطرة غير المباشرة أو التعاون مع النخب المحلية.
- تميز هذا الاستعمار بقمعه الدموي الشديد، وحرمان الجزائريين من التعليم والمعيشة الكريمة، ما ولّد مقاومات متتالية انتهت بإشعال ثورة التحرير عام 1954م.
- اندلعت الثورة في 1 نوفمبر 1954م بهجمات منسقة ضد الاحتلال الفرنسي، وواجه الشعب الجزائري الإعدام، التهجير، وحملات التنكيل الجماعي.
- المرأة الجزائرية شاركت كمقاتلة، ومفخخة، وممرضة، وناقلة للرسائل والدعم، وصمدت أمام التعذيب والاعتقال.
- من هؤلاء البطلات برزت أسماء… جميلة بوحيرد، حسيبة بن بوعلي، جميلة بوعزة وفاطمة نسومر.
قصة جميلة بوحيرد:
- ولدت عام 1935م بحي القصبة، وسط عائلة متوسطة وأم تونسية، وكانت البنت الوحيدة بين سبعة إخوة.
- التحقت بصفوف جبهة التحرير الوطني، فاشتهرت بجرأتها في نقل الرسائل، وزرع القنابل، وتنفيذ العمليات.
- في 1957م أُصيبت برصاصة واعتقلتها فرنسا، لتنهال عليها أقسى أنواع التعذيب بالكهرباء والضرب فتحولت إلى نصف ميتة؛ وصمدت رافضة الاعتراف أو خيانة رفاقها رغم كل الألم.
- صدر بحقها حكم بالإعدام، لكنها خاطبت الفرنسيين قائلة: “بقتلي لن تقتلوا الجزائر”. تحولت محاكمتها إلى حدث عالمي فرض موجة تعاطف هائلة وانتهى بخفض العقوبة إلى السجن المؤبد.
تفاصيل عن المحامي جاك فيرجيس الذي دافع عن البطلة جميلة بوحيرد:
- جاك فيرجيس (1925م-2013م)، لُقِّبَ بـ”محامي الشيطان” و”سفاح المرافعات”، دافع عن مقاومي الاستعمار وشخصيات مثيرة للجدل بقوة وشجاعة.
- كان خلال المحاكمات يردد النشيد الوطني الجزائري “قَسَمًا” في المحكمة متحديًا السلطة الفرنسية، وقال: “لو أُعدمت جميلة، كنت سأقتحم مكتب الجنرال الفرنسي وأقتله… حياتها منحتني التصالح مع نفسي”.
- بعد الاستقلال تزوج جميلة، اعتنق الإسلام، أنجب منها ولدين، وحاز الجنسية الجزائرية الفخرية، واستمر مدافعًا عن قضايا الشعوب المستضعفة حتى وفاته.
- في مذكراته كتب: “أريد أن أُظهر أن العدالة قاسية على الفقراء… النيابة تمارس أدب المحطات، بينما المحامي يكتب رواية جديدة كل يوم”. خلاصة: ثورة الجزائر ثورة شعب كامل -نساءً ورجالًا- ضد استعمار استيطاني لا يرحم. جميلة بوحيرد صارت أسطورة عالمية للتحدي والصمود، وشكلت قصتها مع جاك فيرجيس لوحة حب ونضال خالدة في الوجدان الإنساني.
Leave a Reply