
د.ستنا بشير
#ملف_المرأة_والمجتمع
من الرعيل الأول لمطربات الزمن الجميل، برزت مغنية “التم تم” المبدعة رابحة أحمد، التي اشتهرت في ثلاثينيات القرن الماضي بالغناء الخفيف الراقص والمتميز الذي عُرف باسم (أغاني البنات).
ورابحة “تم تم” هي من أظهرت الفنان ذائع الصيت زنقار، أحد ألمع نجوم فترة الحقيبة ورواد الأغنية السودانية. كان زنقار مساعدًا لها في الغناء، ما جعله يتميز بصوت فريد بطبقات مختلفة، وكان يغني بطبقة نسائية متميزة. كما أعطته رابحة بعض أغنياتها ليسجلها في أسطوانات في مصر، لأنها كانت ترفض التسجيل لنفسها قائلة: “لن أسجل أغنياتي ليسمعني كل صعلوك محندر طاقيتو في القهوة”.
من الفنانات المبدعات الأخريات في ذلك الزمان شريفة بت بلال، وبت العقاب. وامتد هذا الإرث الفني ليشمل حواء جاه الرسول (حواء الطقطاقة)، وعائشة الفلاتية، وفاطمة الحاج، وأماني مراد، وثنائي النغم (زينب وفاطمة)، وأم بلينة السنوسي التي شاركت بصوتها في نشيد الملحمة مع الموسيقار محمد الأمين.
جاء بعد ذلك عصر البلابل، ثم حنان النيل، ومن بعدهن حدث الانفجار الضخم للأصوات النسائية التي احتلت الساحة الفنية بتقديمها أنواعًا مختلفة من الغناء الملتزم نظمًا ولحنًا وأداءً.
وفي المقابل، ساهم التدهور السياسي والاقتصادي في نمو ظاهرة (القونات) وغناء الملاسنات، مع التركيز على الشكل أكثر من المضمون. تُعد هذه المرحلة انعكاسًا طبيعيًا لحال المجتمع، باعتبار أن الفن هو مرآة للواقع المعاش، وهذا موضوع آخر يستحق وقفة منفصلة.
Leave a Reply