
✍🏽خالد ضياء الدين
(آخ مالك ياخ)؟
هي آخر كلمة قالها الفنان الراحل خوجلي عثمان لقاتله، الذي طعنه في ظهره ثم ألحقها بطعنة أخرى في قلبه عندما استدار ليرى قاتله.
(آخ مالك ياخ)كلمة خرجت مصحوبة بألم الطعنة الغادرة من فنان لا عداء له مع أحد.. يسأل قاتله مالك ياخ؟
حتى من قام بقتله يعطيه مكان الأخ ….مالك ياخ؟
كأنما يسأله لماذا تقتلني يا أخي.
وقع خوجلي عثمان مضرجًا بألحانه الجميلة، التي سالت على أرض نادي الفنانين بأم درمان.
لسنا هنا في معرض الحديث عن من هم قتلة خوجلي عثمان ولا عن حديث هنا وهناك حول علاقة ذلك بمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وما تبعها من حملة تصفيات تحدث عنها الناس في صوالين وغرف المدينة وتحدث عنها شيخهم الترابي، وقد طالت يد الغدر كل مشارك أو شاهد عيان، ولان هناك اختلاف في تاريخ الوفاة وحادث محاولة الاغتيال الفاشلة في اديس ابابا نحجم عن الخوض فيها لضعف الرواية، وبالعودة لجملة الفنان الرقيق خوجلي عثمان (آخ مالك ياخ)؟
هذه الجملة الأخيرة الاستفهامية العميقة الأثر، التي لم يسمعها القاتل، الذي صمت أذانه من سماع لغة المحبة والإخاء، وقد قال قائلهم أنه مصاب بالجنون فخرج من جريمته كما تخرج سبيبة الشعر من العجين!
مالك ياخ؟
خوجلي، الذي كان يضع الجميع في خانة الأخوان والأحباب لايتوقع أن يقدم أحدهم على صفعه ناهيك عن طعنه وقتله، لذلك كان ألم الغدر أكبر عنده من ألم الطعنة لذلك أعقب الآهة ب مالك ياخ؟
وهو سؤال استنكاري قبل الموت.
طعنتان الأولى في الظهر والثانية في القلب ليمضي “يوليوس قيصر” السودان مغدورًا من شخص ظنوه من معجبيه عندما سأل عن مكان الفنان لكنه كان مثل “بروتس” الغدر في رواية شكسبير ولكن في نسختها السودانية.
رحل أحد غيثارات الفن السوداني الأنيق الرقيق مودعًا الدنيا وهو في قمة العطاء، رحل ضحية الغدر، سائلين الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
Leave a Reply