كامل إدريس.. “لو مستعجلين شيلوا مرينتكم”

عبد الغني كرم الله
#ملف_الهدف_الثقافي

حكاها شوقي بدري، عن نجّار في كتابه “حكاوي أم درمان”.
ولا شبيه لهذا النجار سوى كامل إدريس، “خامل الصلاحيات”.

كان هناك نجار صاحب مزاجات، جاءه رجل زوجته كانت حامل، كي يصنع للابن القادم عجلة خشب ذات الأرجل الثلاثة – قبل اختراع الرقشة – حتى يتعلم بها المشي، وهي أمامه تتدحرج وهو يقبض الخشبة.

قال له النجار:
– ما مشكلة، طوالي نعملها ليهو، بس أوعى تكون مستعجل؟ لو مستعجل شيل مرينتك.

رد الرجل:
– لا لا، أصلاً ما مستعجل، زوجتي لسه ما ولدت.

قال النجار:
– كده سمح، كرهتي الاستعجال.

ومضت الأيام:
المرأة وضعت، وسمّت، والولد رضع، وحبا،
والأب كل يوم يجي للنجار، ونفس الرد:
– لو مستعجل شيل مرينتك.

الولد مشى، وجري، ودخل المدرسة، وتخرّج من الجامعة،
والنجار لسه بيقول:
– لو مستعجل شيل مرينتك.

وتزوّج الابن، وحملت زوجته،
فمضى هو الآخر إلى نجار أبيه،
يطلب عجلة خشبية لابنه المرتقب،
فقال له النجار:
– لو مستعجل زي أبوك شيل مرينتك.

---

أها… لو مستعجلين على إنهاء الحرب، شيلوا مرينتكم.