
د. امتثال بشير
#ملف_الهدف_الثقافي
“علِّم من يجهل، وتعلَّم ممن يعلم، فإنك إذا فعلت ذلك ما جهلت، وحفظت ما علمت.”
— عروة بن الزبير
الثقافة علم ومرآة صادقة تعكس فن الرؤية عبر القلب؛ هي بصيرة فكرية يتسع مداها لتعبّر عن جملة الأنشطة والممارسات ذات الصلة بتطوير المعرفة، والفهم، والإدراك، فضلًا عن تشكيل الرأي العام، وتعزيز التفكير النقدي والإبداعي.
الثقافة متعددة المجالات والمناحي؛ منها التعليم، والفنون، والفلسفة، والعلوم، ووسائل الإعلام، والتاريخ. وهي توفّر للأفراد فرصًا للمشاركة الفعّالة في مجتمعاتهم، فضلًا عن فهم أعمق لخبايا العالم من حولهم، بما يسهم في التنمية الثقافية والاجتماعية وتطوير الموارد البشرية.
“50 عددًا” من الملف الثقافي، طُرِح خلالها الكثير مما يتعلّق بالقيم والمعتقدات والعادات والتقاليد وأنماط السلوك في بعض المجتمعات، فضلًا عن الجوانب الفكرية والتعمّق في كل ما يتعلّق بالقدرات العقلية، كالتفكير النقدي، وتناول المشكلات والقضايا الاجتماعية، والإبداع، والتحليل، والتفاعل المجتمعي.
“50 عددًا” شكّلت لوحةً للبوح الإنساني؛ تبارى خلالها أصحاب الأقلام المتقدة، فتجاوزت الفكرة الحدود، وولج الملف إلى عوالم المبدعين على امتداد جغرافيا وطننا العربي، متناولًا قضايا الفكر، مما أتاح مجالًا واسعًا لظهور قدرات إبداعية وجدت ضالّتها في بيئة جاذبة، استقطبت كثيرًا من المستنيرين والمبدعين.
وقد عزّز ذلك التماسك الاجتماعي بين المبدعين في مختلف مشارب الوطن العربي، ووفر مساحات لدعم الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، كما حرّك مكامن التميّز من خلال تشجيع الكُتّاب، وتحسّس بواطن الإبداع والابتكار لديهم.
“50 عددًا” أسهمت في تعزيز تناول لغة الحوار بين الثقافات المختلفة، تلك التي تدعو إلى بث روح التسامي وقَبول الآخر، وقدّم الكُتّاب خلالها إسهامات مقدّرة في الدعوة لتحقيق السلام، وفي تشكيل الرأي العام، ونشر المعلومات والأفكار، من خلال توفير مصادر موثوقة للمعرفة والثقافة، وتسليط الضوء على التراث، إحياءً له، وحفاظًا عليه من الاندثار.
“50 عددًا” عزّزت التبادل الثقافي، وفتحت المجال لمواكبة الأنشطة الثقافية، وأسهمت في إثراء التنوع الثقافي للمجتمع بصورة حيوية وديناميكية. والهدف منها: استدامة التواصل والتعايش بين الثقافات، وتوفير مناخٍ يُعزز التنوع الثقافي، يعكس من خلاله المبدعون مدى قدرتهم على تشكيل هوية المجتمع، وتعزيز التفاهم والتواصل بين الأفراد والمجتمعات.
لقد أكدت التجربة على أهمية دور الثقافة في حل المشكلات، وتجنُّب الصور النمطية والتحيّزات اللاموضوعية، بهدف تقريب وجهات النظر في أغلب القضايا المجتمعية.
“50 عددًا” شكّلت بوابةً حقيقية للنهوض بالإبداع بين أبناء الشعب، بلا منافس.
Leave a Reply