دموع الجوعى هي مداد يراعي

علي الترياق
كاتب من اليمن
#ملف_الهدف_الثقافي

أحبر كلماتي بدموع المساكين المعتّقة بالكَدّ والتعب، أكتب بعرقٍ يتصبّب من وجوهٍ شاحبةٍ متجعدة، أرهقتها قسوة الحياة وسوط الجوع، ذلك الجلاد الذي لا يرحم، لا يفرّق بين طفلٍ رضيع وشيخٍ عليل.

إنه وحشٌ مفترس، يغرس أنيابه ومخالبه، وينهش ما تبقى من الكرامة.
أما اللحم، فلم يبقَ في الأجساد إلا جلدٌ ضامر، رقيق بالكاد يكسو العظم.

لكن لا تنخدع بهذا الجلد، فهو يخفي تحته أوجاعًا وغصّات، ويستر كدماتٍ قديمة، نقشها الجوع على ما تبقّى من عظامٍ هشّة
لم تعد قادرة على الصمود في وجه العناء.

ترى، من يسرق حقَّ المغلوبين، كيف له أن يأكل حقوقهم؟
كيف ينام ويُغمض عينيه بهدوء، وكأنه لم يقترف ذنبًا يدمي القلب؟
أم تراه يظن أنه أحقّ بالحياة من هؤلاء الضعفاء؟
أنه يستحق العيش في ترفٍ على حساب معاناتهم؟

هل فكّر يومًا أن هناك أناسًا لم يجدوا حتى الماء؟
نعم، الماء، ذلك الحقّ البديهي الذي يملكه كل مخلوق:
حيوان، طير، كلب، دب، سحلية، فأر…

كل الكائنات لها الحق في الماء، لكن بعض البشر لا يملكونه!

لقد تجاوز الأمر الذروة، ولم يعد هناك خط رجعة.
ما يجري الآن يسبح في فراغٍ مخيف، لا يعلم مداه إلا الله.
لقد فاضت قلوب الناس بالمعاناة،
وكأن الصبر قد قال: كفى.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.