الهبوط والإقلاع بالنظر

عبد العزيز شين
#ملف_الهدف_الثقافي

قال أحد مسؤولي الطيران إن مطار الخرطوم يمكن تشغيله نهارًا، بسبب عدم وجود أجهزة ملاحة جوية في المطار نتيجة الحرب.

وطبعًا، هذه نظرية معروفة عند الجماعة الطيبين باسم “الدفاع بالنظر”، وقد تم تطويرها حديثًا إلى “نظرية الهبوط والإقلاع بالنظر”!

الحالة الوحيدة التي يمكن فيها تطبيق هذه النظرية هي في وضح النهار، وفي جو صافي ومشمس، ولـلطيران الحربي أو طيران الطوارئ فقط. أما الطيران التجاري العادي، فلا يمكنه الهبوط في مطار يفتقر لأجهزة الملاحة الجوية، لأن ذلك يعني الاعتماد على الرؤية البصرية للطيار، وهو ما لا تسمح به أنظمة الطيران الدولية — المحترمة أو حتى غير المحترمة.

فهل يعلم هذا المسؤول أن أنظمة الملاحة تحدد مسار الطائرات وارتفاعها منذ دخولها إلى المجال الجوي السوداني؟
وهل يدرك أن ذلك يتم عبر الرادارات والاتصالات بين برج المراقبة وكابتن الطائرة، إضافة إلى تحديد الحالة الجوية المناسبة للإقلاع والهبوط؟

أم أن هذا المسؤول — الذي يستحق الطرد الفوري من وظيفته — يعتقد أن الطيار يمكنه الاكتفاء بالتكشُّف والبحلقة في كل الاتجاهات، لتفادي الاصطدام بطائرة أخرى؟
كما يفعل سائق الأمجاد الذي يبحث عن مشوار!

نصيحة أخيرة:
ضعوا هذا المسؤول عن الطيران في “وضع الطيران”.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.