
في خطوة حَيَّرت جماهير الأحمر العريضة، غادر المدرب المصري شوقي غريب منصبه في قيادة الجهاز الفني لفريق المريخ السوداني، بعد اتفاق غير معلن مع مجلس الإدارة، يقضي بانتهاء مهمته بنهاية آخر مباراة للفريق في دوري النخبة السوداني، بغضّ النظر عن نتائج الفريق أو وضعيته الفنية.
وكشف مصدر إعلامي مقرب من دوائر صناعة القرار في النادي أن الاتفاق لم يُعلن للرأي العام، ما أثار تساؤلات واسعة في الشارع الرياضي عن مغزى هذا الترتيب، خاصة وأن توقيت التعاقد مع غريب جاء في ظل تراجع الفريق في جدول المنافسة، وهو ما يُضعف أي مبرر لتغيير “تكتيكي” سريع بهذا الشكل، في وقت حاسم من الموسم.
الأغرب من الخروج، أن مجلس المريخ أقرّ فعليًا بضرورة التعاقد مع جهاز فني أجنبي بديل، ليقود الفريق في المرحلة المقبلة، وهو ما يطرح علامات استفهام حول طبيعة التخطيط، وجدوى التغيير المتسارع في مقعد القيادة الفنية، خاصة بعد أن سبقه إبعاد الصربي ميشو رغم تبقي وقت في عقده، ثم الإبقاء المؤقت على محسن سيد، دون منحه الثقة الكاملة.
وفي خضم هذا الارتباك الإداري، أكمل المريخ التعاقد مع خمسة لاعبين أجانب دفعة واحدة، موزعين على مراكز الظهيرين، الوسط، الهجوم، وقلب الدفاع، ما يعكس نية صريحة لإعادة تشكيل الهيكل الفني للفريق، لكن بلا رؤية واضحة تربط التعاقدات الجديدة بهوية المدرب المقبل.
وفي سياق موازٍ، أعلن النادي عن عودة الثنائي شمس الدين ومازن محمدين إلى صفوف الفريق، بعد تجربة احترافية للأول في الدوري الليبي، وابتعاد الثاني عن القائمة في الفترة الماضية.
المثير أن المصدر الإعلامي وصف الاتفاق مع غريب بـ”الغريب وغير المقنع”، منتقدًا ما اعتبره تبديدًا لأموال النادي في فترة حرجة، مع تأكيده أن الفريق كان يمكن أن يواصل مشواره في الدوري إما مع المدرب الوطني محسن سيد، أو بتمديد بقاء ميشو حتى نهاية الموسم، بدلًا من “حلول مؤقتة بثمن دائم”.
رحيل شوقي غريب يفتح الباب مجددًا أمام تساؤلات كبرى داخل البيت الأحمر: هل يملك المريخ مشروعًا تدريبيًا حقيقيًا؟ أم أن إدارة النادي لا تزال أسيرة ردود الفعل أكثر من صناعة المبادرات؟
Leave a Reply