
علي الحميدي الترياق
كاتب من اليمن
شهد العالم تطورات متسارعة ومهولة في صناعة وتطوير الأسلحة منذ الحرب العالمية الأولى.. الطائرات، الدبابات، السفن الحربية، الصواريخ العابرة للقارات، الغواصات، والسلاح الأشد فتكًا، السلاح النووي الذي يرجّح كفة النصر لمن يمتلكه .
وكذلك هي الأسلحة الدفاعية فهي تتطور بالتوازي مع تطور الأسلحة الهجومية؛ من أصغر الأسلحة إلى الدفاعات الجوية الحديثة.
رغم كل هذا يبقى أن أهم سلاح دفاعي موجود منذ العصور الغابرة، التي لم يكن فيها إلا الإنسان والمعول، هو سلاح موجود..
ما هو؟ إنه سلاح الوعي والعلم.
الشعوب الأكثر هيمنة وسيطرة في الخارج، والأكثر أمناً واستقراراً في الداخل، سلاحها هو وعي الشعب وعِلمه.
تأمن الدول من الداخل بوعي شعوبها، وتوجّه كل جهودها لتأمين الحدود من الخارج. المعارك اليوم لم تعد معارك جيوش وعدّة وعتاد وسلاح نووي وصواريخ عابرة للقارات. لم تعد الدول بحاجة لكل هذا بقدر حاجتها إلى شعبٍ مُسلّح بالعلم والوعي.
فالمعركة اليوم ليست بين ترسانة وترسانة، بل بين العِلم والوعي والجهل.
يستطيع العدو أن يخلخل جيش بأكمل بواسطة كذبة أو شائعة لا أساس لها من الصحة ولا يعرف مصدرها. في المجتمعات الجاهلة تنتشر الكذبة مثل النار في الهشيم لتصبح مصدر جدل داخل الدولة.. لماذا؟ لأن الشعب الجاهل وغير الواعي لا يتحقق من صحة ما يتداول أبداً. بل على العكس رغم أنه لا يعرف صحة الخبر أو الشائعة، إلا أنه يروج لصحتها كانه يعلم علم اليقين أنها صحيحة.
الجاهل يجادل وهو لا يعلم، ويدافع عن ما يعتقد أنه حقيقة بينما الحقيقة مختلفة تماماً.
يا أنتم.. تسلحوا بتوعية وتعليم شعبكم.. وحتماً ستكون الغلبة لكم.
Leave a Reply