
كتب/خالد ضياء الدين
ارتفعت أسعار الخراف بشكل جنوني باقتراب عيد الأضحى في وقت يعاني فيه السودانيين من أزمات في كل مناحي الحياة ونخشى أن يمر علينا العيد مرور الكرام بلا طقوس الفرح المعهود، فليس فقط بسبب ارتفاع الأسعار، إنما الموت والمرض وانعدام الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وضياع الأمن، كلها منقصات للحياة وأسباب تحد من فرحة العيد.
يستقبل شعبنا تباشير العيد وقد ارتفعت أسعار الخراف لتبلغ مابين 400 ألف إلى 750 ألف وهي أرقام كبيرة جدًا من المستحيل على المواطن العادي الإيفاء بها، هذه الأسعار في مناطق العاصمة الخرطوم وشمال السودان ونهر النيل، إضافة للنيل الأبيض بينما تقل كثيرًا في كسلا ومناطق في شرق السودان حيث تتراوح الأسعار مابين 200 إلى 300 وأما الأسعار في كردفان ودارفور فهي الأنسب والأقل سعرًا بشكل لافت للنظر باعتبارها مناطق إنتاج، كذلك أسهمت ال-ح-رب في منع الصادر حيث يباع الخروف فيها مابين 100 ألف إلى 180 ألف.
المواطن الذي يعيش أعوام ال-ح-رب على ماتقدمه تكايا الخير ومطابخ الداعمين ليس في حساباته شراء أضحية وهو الذي يناشد أهل الخير توفير حقن الأنسولين ومحاليل التروية لمواجهة الكوليرا والحميات، لايهمه إذا بلغ سعر الأضحية 100 ألف أو 700 ألف فالمطلوب الآن جرعة ماء نقية ووجبة بليلة في تكية وسقف يظللهم من الشمس ولفح السموم.
750 ألف أي مايقارب المليار مبلغ خرافي لسعر أضحية ولو وجد هذا المبلغ أولى التبرع به للتكايا، التي يقف الأطفال والنساء فيها بالساعات للحصول على وجبة.
إذا أقدم وزير أو مسؤول في حكومة الأمر الواقع أو جنرالات الحرب من كل أطرافها في هذا الظرف الدقيق، الذي يمر به شعبنا على شراء أضحية بهذه الأسعار الخرافية لأهل بيته فهذا أمر يحتاج منا إلى وقفة. فأولى بهذه المبالغ الكبيرة الأطفال الجوعى في معسكرات النزوح، وإن كان لابد فعلى كل من قدر له أن يذبح أضحية كالتزام ديني أن يوزع لحومها تحت عنوان (لأهل بيتي الكتف والباقي للفقراء والمساكين).
Leave a Reply