
كواحدة من إفرازات الحرب، تتزايد في ولاية الجزيرة حدة الاستقطاب والاصطفافات القبلية داخل الولاية، وعقب سقوط الولاية في ديسمبر 2023 تحت سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة أبوعاقلة كيكل وما صاحب ذلك من جرائم حرب دموية وعنيفة، تعيش الولاية في صفيح ساخن وقوده التحشيد القبلي وخطاب الكراهية والتعبئة العنصرية، وفي ظل ذلك كله برزت مليشيا “درع البطانة” مجدداً وبغطاء جديد بعد التصالح مع قائدها المتمرد سابقاً أبوعاقلة كيكل والتسويق له كبطل للمسرحية وبمسوقات ومطالب على شاكلة “يجب أن يكون للجزيرة قوات تحميها وتدافع عن حقوقها” أسوة بقوات الدعم السريع وغيرها من المليشيات العسكرية القبلية والمناطقية التي تستثمر في الظروف الاقتصادية للمواطنين وشظف العيش وحالة الإنفلات الأمني فأصبحت البندقية هي أحد مصادر الرزق.
وفي هذا السياق برزت مليشيا “درع البطانة /درع السودان” بقيادة كيكل كأكبر قوة قبلية مسلحة ذات امكانيات وسيطرة و نفوذ وجدت الرعاية و الدعم والتسليح من قبل بعض القيادات النافذة داخل المؤسسة العسكرية حيث تتوسع في التجنيد الذي يتم على أساس قبلي في صفوف الشباب والقيادات الأهلية علاوة على الاستثمار في مآسي الانتهاكات الكارثية التي عاشها مواطني ولاية الجزيرة إبان سيطرة قوات الدعم فظلت تمارس أبشع أنواع الانتهاكات العنصرية ضد المواطنين من سكان الكنابي تحت شعارات تطهير ولاية الجزيرة من الغرباء المتعاونين مع الدعم السريع. تحذو مليشيا “درع السودان” حذو قوات الدعم السريع في هيكلها الداخلي وطريقة إدارتها حيث تحظى قبائل معينة بقبول وتعيين أفرادها مباشرةً كضباط، وقبائل أخرى لا تتعدَ رتبهم صف الضباط والجنود مما أدى ألى تذمر واعتراضات بين بطون الشكرية وقبائل أخرى حول هذه الهيكلة وطريقة إدارة مليشيا الدرع.
أسس أبو عاقلة كيكل، الضابط المتقاعد من الجيش السوداني، مليشيا “درع السودان” في عام 2022. وفي أغسطس 2023، وبعد أربعة شهور من الحرب أعلن دعمه لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني، ينحدر كيكل من منطقة البطانة في وسط السودان، وأصبح ناشطاً وعضواً رئيسياً في المكتب التنفيذي لمنتدى البطانة الحرة، أبو عاقلة كيكل القائد السابق لقوات الدعم السريع في السودان انشق مؤخراً، وانضم إلى القوات المسلحة السودانية، مما أثار سلسلة من الهجمات الانتقامية العنيفة من قبل قوات الدعم السريع على المدنيين في ولاية الجزيرة. وقد أسفرت هذه الهجمات عن سقوط العديد من الضحايا ونزوح واسع النطاق في المناطق الشرقية للولاية.
وتشير المتابعات إلى توسع نفوذ هذه المليشيا القبلية وسط الشباب والزعامات القبلية ما أدى إلى انقسام داخل منظومات الحركة الإسلامية، وأصبح الانضمام لدرع السودان رافعة لطموحاتهم الذاتية و الخاصة لنيل نصيبهم من السلطة والامتيازات التي لم تتحقق لهم داخل منظومات الحركة الإسلامية مما أثار معارضة مجموعات أخرى داخل الإسلاميين ترى أن توسع هذه المليشيا وتمدد نفوذها في الولاية يتم على حساب التنظيم مما أدى إلى بروز الصراع العلنى بينها وبين كيكل ومليشيا الدرع.
وبحسب مصادر “الهدف” انضمت الى الدرع أعداد من الكوادر الوسيطة للمتأسلمين من أبناء الولاية بدوافع مناطقية وقبلية يروجون لخطابات تدعو للتخلص من سيطرة أبناء “قبائل الشمال” على قيادة التنظيم في ولاية الجزيرة ، بجانب تصعيد خطاب التعبئة العدائي تجاه موطني دارفور في العموم وتجاه حركات دارفور المسلحة وخاصة حركة العدل والمساواة لاسيما بعد الاجراءات التى اعلنها وزير المالية جبريل إبراهيم حول مشروع الجزيرة وتشكيل مجلس إدارة للمشروع عين فيه عدد من عناصر تنظيمه بالإضافة للتعيينات في كل مؤسسات مشروع الجزيرة .
Leave a Reply