
بقلم: محمد عبد القيوم
بعد الفشل الذريع الذي مُني به انقلاب 25 أكتوبر جراء العاصفة الجماهيرية القوية التي اجتاحت كل مدن السودان وقراه، أخذ الانقلاب منحىً خطيرًا بتفجير حـرب 15 أبريل، “جريمة العصر”، كنتاج طبيعي للصراع بين أطراف الانقلاب حول السلطة، ولضمان الإفلات من العقاب.
ومع استمرارية الحرب وتحولها من “حرب كرامة وديمقراطية” (شعارات أطرافها الزائفة والخادعة) إلى “حـرب استنزاف شاملة” باستهداف الجماهير في ذاتها، وبنيتها التحتية، ومراكز الطاقة، وآخرها استهداف المطارات، ومستودعات الوقود، والموانئ، والكهرباء التي عطّلت شرايين الحياة لشعبنا، مما تسبب في يباس الزرع من بساتين النخيل، وتساقط ثمار المانجو، وجفاف الخضروات والفواكه، وأعلاف البرسيم والرودس، نتيجة الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي.
وقد أغلقت جل المحلات التجارية أبوابها، من ورش حدادة ومخارط ومغالق، لارتباط عملها بشكل مباشر بالكهرباء، مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار المحلات التجارية والصناعية التي لا تزال تعمل، كنتاج طبيعي لارتفاع تكلفة الوقود والطاقة الشمسية كبديل مؤقت للكهرباء. حتى المواصلات والمحاصيل الزراعية والمواد الغذائية تشهد – بين الفينة والأخرى – تصاعدًا مضطردًا في الأسعار، مما فاقم معاناة شعبنا، ودفعه للإرغام على النزوح داخليًا، وقوافل اللجوء خارجيًا، ودفعه نحو مصيره المجهول جراء حـربٍ لا ناقة له فيها ولا جمل.
وتتفاقم الأوضاع أكثر فأكثر نتيجة استمرار الحرب؛ لذلك لا بد لأطرافها – ومن باب الاستشعار بالمسؤولية (هذا إن كان لهم إحساس بالمسؤولية) – من الجلوس غير المشروط للتفاوض، مما يمهّد لإيقاف الحرب بشكل عاجل وفوري.
Leave a Reply