
أفرغت الح.رب مدينة الخرطوم، بنسبة كبيرة، من أي أثر لمعدن النحاس، وشكل هوس سرقته ظاهرة كأنها ح.رب أخرى داخل الح.رب نفسها، مما حول الخرطوم إلى منجم كبير لتعدينه في ظاهرة أتت على كل مادة تحتويه.
تم انتزاع هذا المعدن من كابلات توصيل الكهرباء النحاسية فضلاً عن تدمير كثير من محولات محطات الكهرباء، مما أدى إلى تدمير قطاعي الكهرباء والمياه في العاصمة.
كشفت تقارير صحفية أنه تم نهب 4542 طناً من النحاس من الكوابل والمحولات الكهربائية، وتُقدّر قيمتها بـ 20.439 مليون دولار.
رصدت “الهدف” الخراب الهائل الذي لحق بشبكات نقل الكهرباء ومحولاتها بخاصة المحطات الرئيسة، إذ حُطم كل جزء يدخل النحاس ضمن مكوناته.
وادّت عمليات سرقة كابلات الكهرباء واستخراج معدن النحاس من داخلها وتجميعه وبيعه لتجار الخردة، وكذلك حفر الأرض لاستخراج الكابلات النحاسية من محطات المياه بما فيها المحولات وكوابل الكهرباء.
وحسب متابعة مراسل الهدف فالنحاس المسروق يُصهر في أفران مخصصة ويتم بطرق تقليدية قبل أن يُباع لتجار الخردة، ومن ثم يجد طريقه إلى مدينة بورتسودان حيث يباع بأسعار زهيدة لا تتجاوز 500 دولار للطن الواحد، ليُصدر لاحقاً إلى الخارج حيث يصل سعر الطن هناك إلى 6 آلاف دولار.
مصادر قدرت ما نُهب من مدينة الخرطوم 7 آلاف محول كهربائي متعددة الأحجام، فضلاً عن سرقة محولات أخرى كانت تغذي 16 محطة تحويلية في محليات أم درمان وأمبده والخرطوم بحري الحرارية وهي الأكبر في البلاد.
سرقة النحاس آفة مزمنة منذ وقت طويل في البلاد ويمتلك السودان أكثر من 10 مناجم للنحاس، وسبق أن أعلنت الحكومة وجود أكثر من 30 نوعاً من المعادن بكميات كبيرة في مناطق مختلفة من البلاد.
وتقدر مصادر حكومية احتواء منجم “أوتيب” في شرق السودان على أكبر احتياط من النحاس في العالم، ويقدر بنحو 5 ملايين طن، إلى جانب معدني الذهب والزنك.
هنالك جهات محلية تقوم بتعدين النحاس وتقوم بتهريبه لصالح جهات خارجية بمعرفة السلطات التي تقوم بتوفير الحماية مما يؤشر إلى وجود عمليات فساد حكومي.
Leave a Reply