فشل قمة الرؤساء العرب في بغداد غياب 17 وحضور 5 وخفض غير مسبوق لتمثيل الجزائر

بقلم:- خالد ضياء الدين

شهدت القمة العربية التي عُقدت في بغداد حضور خمسة رؤساء عرب فقط، في مقدمتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد الذي انسحب أثناء القمة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، إضافة إلى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، فيما غاب سبعة عشر من القادة العرب.

غياب دول الخليج
باستثناء أمير قطر، غاب ملوك وأمراء الخليج عن القمة، مكتفين بإرسال وفود تمثيلية، في وقت انشغلوا فيه على ما يبدو بالتحضير لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على حساب مناقشة قضايا الأمة العربية الملحة.
وقد كان لافتًا خفض الجزائر تمثيلها إلى مستوى “مندوب”، في خطوة اعتبرها مراقبون سابقة دبلوماسية تعكس انعدام الثقة أو اللامبالاة بمخرجات القمة.
أما السودان، الذي تمثله في القمة عضو مجلس السيادة الانقلابي الفريق شمس الدين كباشي، فقد انضم إلى قائمة الدول التي فضلت الحضور الشكلي، في ظل إدراكها لعجز القمة عن تقديم أي دعم فعلي، ناهيك عن التوترات والاتهامات المتبادلة بين بعض الدول.

انعكاس القمة على العراق
كشفت تقارير إعلامية عن إنفاق الحكومة العراقية أكثر من 225 مليار دينار على ترتيبات القمة، شملت تجهيزات أمنية، وفنادق، وتنظيم زيارات للمواقع الأثرية، وغيرها من الترتيبات اللوجستية.
غياب الرؤساء العرب أثار استياء الشارع العراقي، الذي رأى في ذلك استهتارًا بمكانة العراق، خاصة وأن البلاد سبق وأن استضافت قمتين عربيتين في عهد الرئيس صدام حسين، شهدتا حضورًا عربيًا رسميًا واسعًا.

إلى أين يقود تراجع دور القمة؟
الغياب الكبير للرؤساء، وتقليص حجم الوفود، يعكس انحدار العمل العربي المشترك، ويشير إلى مرحلة مقبلة من تفكك المواقف، وترك كل دولة لمصيرها السياسي والأمني والاقتصادي.
تداعيات ذلك قد تكون خطيرة، خاصة على القضية الفلسطينية التي تخسر تباعًا مكانتها كقضية مركزية للعرب.
وفي ظل ما وُصف بـ”حلب” ترامب للقادة العرب خلال زيارته الأخيرة، بات هدف كثير من الزعماء إرضاء واشنطن بدلًا من تبني موقف عربي موحد، وكأن لسان حالهم يقول: نفسي، نفسي.
لم تصدر القمة أي بيان ختامي ملزم، ولم تُطرح خارطة طريق واقعية للعمل العربي المشترك. لذلك، يمكن القول إن قمة بغداد كانت من أفشل القمم العربية، بفعل الغياب شبه الجماعي للزعماء.
ليتهم حضروا، وتجادلوا، وتشاحنوا، ثم عادوا ليقبّلوا أنوف بعضهم أمام الكاميرات، ويلتقطوا الصور التذكارية، معلنين اكتمال النصاب، لكنهم هذه المرة حرموا الشعب العربي حتى من مشهدٍ رمزي يمنحه بعض الأمل.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.