الطفولة في غزة

محمد سليمان غندور
كاتب من العراق

أنا الطفل الفلسطيني ابن غزة المحاصر والشهيد والجرويح .والمعوق
أنا طفل غزة، حملت على ظهري حقيبتي المدرسية، لا كتب فيها، بل ما تبقّى من أشلاء أخي، وأنا الصغير على فراش الموت أكبر “الله أكبر” حي على الجهاد
وأنا الطفلة الصغيرة، تعرّفت إلى جثة أمي المتفحمة من شعرها مناديًا لها: “أمي لماذا ترحلين، فلا أستطيع العيش من دونك”.
أنا الطفل الفلسطيني ابن غزة المحاصرة، لم أعد اليوم مجرد رقم في سجلات الوفيات في “إسرائيل” المحتلة والقاتلة …
وأنادي أين الشعوب الغاضبة من ذبحي وإبادتي، الكارهة للعنصرية هي نفسها كانت صامتة وجاهلة بأنه ما زال على هذه الأرض ما يستحق الحياة والدفاع عن حقه وحريته، وبأنه ما زال على هذه الأرض ما يستحق الكتابة عن أحلامه وتفاصيل حياته، وبأنه ما زال على هذه الأرض ما يستحق المقاومة ورسم غدٍ أفضل من أجله، وبأنه ما زال على هذه الأرض ما يستحق إغلاق العينين والضحك واللعب والحلم والتعلّم والتنفّس بحرية،
أنا طفل غزة الشهيد فضحت انحياز الغرب الفج، وديمقراطيته الزائفة، وقيمه اللاأخلاقية، وأثبتّ لكم أنتم المغرّر بكم أن إنسانية ذلك الغرب ما هي إلا نفاق وكذبة كبيرة.
أنا طفل غزة الشهيد إن قتلت آلاف المرات أولد من جديد. أرحل الآن بأمان إلى السماء، ومن الأعلى أنظر إلى أرض غزة العزة، لأرى كيف سيولد من تحت الأنقاض ومن أشلاء الأخوة ورفات الأب والأم ودماء الرضّع وبقايا الأرحام جيل فلسطين حاملًا في قلبه ما هو أقوى من الصبر. الأمل بأن للفلسطينيين حقَّ عودة وأرضًا ووعدًا وميعادًا. جيل ثائر ومنتقم لا يخاف أحدًا، ولا يهاب موتًا أو صاروخًا أو نيرانًا، فالنار الموقدة بداخله ستكون فقط  للثأر والمقاومة والبقاء.
والآن رفعت الجلسة، بانتظار صدور الحكم والنطق بتحقيق العدالة والإنسانية ..أنقذونا وأهتفوا معنا
(ألف سلام أطفال غزة )

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.