في الإسكندرية: ساري وعاطف يرسمان بالضوء حكايات الروح والذاكرة فيتهادى عبق الإبداع السوداني

على ضفاف الإسكندرية الساحرة، حيث يلتقي الموج بالرمل وهمسات التاريخ بالبحر، أزهرت براعم الإبداع السوداني في رحاب “أيام السودان” التي احتضنها معهد جوتة. هناك، في بيت السودان العام، تلاقت رؤى فنانين قديرين، ساري عمر وعاطف سعد، ليشكلا معًا لوحة فنية بديعة قوامها الضوء والظل.
بعدسة مرهفة تستنطق تفاصيل اللحظة العابرة، قدم ساري عمر في معرضه “بين البحر والنيل (أحلام لم تندثر)” بورتريهات بصرية تحاكي نبض الحياة اليومية في السودان، مرسلاً عبرها أمواجًا من الأمل المتشبث بالروح الأصيلة. وعلى الجانب الآخر، عاطف سعد أخذ الجميع في سفر بصري عبر دروب الذاكرة والتراث، حيث تجسدت بصمات الماضي العريق على جدران المدن وملامحها في معرضه “شواهد حية (ذاكرة الأمكنة والأزمنة)”، ليقدم شهادات صامتة تنطق بعراقة الأيام الخوالي.
لقد كان افتتاح هذا المعرض بمثابة احتفاء جمالي بفن الفوتوغرافيا السودانية المعاصرة، أمسية تراقصت فيها الألوان والظلال، لتنسج حكايات بصرية ثرية تغذي شغف الروح وتلهم آفاق الفكر.