تصاعد العنف في بورتسودان يدفع الدول الأجنبية لإجلاء رعاياها

بورتسودان: الهدف

#الهدف_تقارير

#ملف_الهدف_الاقتصادي

 شهدت مدينة بورتسودان الساحلية، التي طالما اعتبرت ملاذاً آمناً نسبياً ومقراً لما يوصف بالحكومة منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، حركة إجلاء واسعة للرعايا الأجانب خلال الأيام الماضية. جاءت عمليات الإجلاء هذه في أعقاب تصاعد حدة الهجمات التي شنتها طائرات مسيرة على أهداف حيوية في المدينة، مما زعزع استقرارها وأثار قلق البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية.

وكانت المدينة قد تعرضت لسلسلة من هجمات المسيرات، نُسبت إلى قوات الدعم السريع، استهدفت مطار بورتسودان الدولي ومستودعات وقود ومنشآت عسكرية ومدنية أخرى في مطلع شهر مايو الجاري. هذه الهجمات أدت إلى تعطيل كبير في العمليات، بما في ذلك توقف شبه تام لحركة الطيران المدني في مطار بورتسودان لفترات، وهو المطار الرئيس والوحيد الذي كان يعمل بكامل طاقته تقريباً لتسهيل حركة الدخول والخروج من وإلى السودان، بما في ذلك رحلات المساعدات الإنسانية وعمليات الأمم المتحدة.

ودفعت التهديدات الأمنية المتزايدة والضربات التي طالت البنية التحتية الحساسة العديد من الدول الأجنبية إلى الدعوة لرعاياها لمغادرة السودان فوراً، وتنظيم عمليات إجلاء لهم. ومن أبرز هذه الدول التي قامت بجهود إجلاء لرعاياها منذ بداية الأزمة وتجددت مساعيها مع التطورات الأخيرة في بورتسودان، المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، ومصر، والصين، بالإضافة إلى العديد من الدول الأخرى التي لديها جاليات ومصالح في السودان.

وشملت عمليات الإجلاء مغادرة الدبلوماسيين وموظفي المنظمات الدولية ومواطني تلك الدول عبر الرحلات الجوية الخاصة التي تم تسييرها بصعوبة بالغة في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالمجال الجوي، أو عبر الموانئ البحرية.

وتمثل عملية الإجلاء هذه مؤشراً خطيراً على اتساع رقعة الصراع في السودان لتشمل مناطق كانت تعتبر حتى وقت قريب بمنأى عن الاشتباكات المباشرة واسعة النطاق. فبعد أن كانت بورتسودان وجهة للنازحين الفارين من مناطق القتال الأخرى، أصبحت الآن نفسها مسرحًا لعمليات عسكرية تسببت في موجة نزوح جديدة من داخل المدينة.

يؤكد تعطيل حركة الطيران وإغلاق المجال الجوي غير المعلن الصعوبات اللوجستية الكبيرة التي تواجه عمليات الإجلاء وإيصال المساعدات. فمطار بورتسودان لم يكن مجرد نقطة عبور للمسافرين، بل كان شرياناً حيوياً لوصول الإمدادات الإنسانية والطبية التي تشتد الحاجة إليها في بلد يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وتسلط عمليات الإجلاء الضوء على التدهور السريع في الوضع الأمني العام في السودان، وتشكل رسالة واضحة حول حجم التحديات التي تواجه أي جهود للتهدئة أو الحل السياسي في المستقبل القريب، في ظل استمرار القتال ووصوله إلى مناطق حيوية جديدة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.