توقف الموانئ السودانية يفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية ويهدد التجارة الدولية

بورتسودان: الهدف

#الهدف_تقارير

#ملف_الهدف_الاقتصادي

 تسبب توقف حركة النقل البحري من وإلى الموانئ السودانية، وخاصة ميناء بورتسودان الحيوي، في تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية المتصاعدة في البلاد، كما أثار مخاوف بشأن تعطيل سلاسل الإمداد العالمية. ويعود هذا التوقف شبه الكامل، الذي بدأ الأسبوع الماضي، إلى الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الد-عم السر-يع بالمسيرات على مدينة بورتسودان.

وأكدت مصادر ملاحية لـ”الهدف”توقف معظم العمليات في الميناء، وهو ما أدى إلى تعليق العديد من شركات الملاحة العالمية رحلاتها إلى السودان.

وقد دفع هذا الوضع شركات التأمين العالمية إلى التوقف عن تغطية الرحلات المتجهة إلى الموانئ السودانية، مما يزيد من تكلفة الشحن ويجعل الوضع أكثر تعقيدًا.

تداعيات كارثية على الاقتصاد السوداني

يمثل ميناء بورتسودان شريان الحياة للاقتصاد السوداني، إذ يمر عبره أكثر من 90% من التجارة الخارجية للبلاد.

 وتسبب توقف الميناء في شل حركة الصادرات والواردات: مما أدى إلى نقص حاد في السلع الأساسية، بما في ذلك الوقود والمواد الغذائية والأدوية، وارتفاع أسعارها بشكل كبير.

تفاقم الأزمة الإنسانية: إذ يعتمد وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين في جميع أنحاء السودان على ميناء بورتسودان. ويؤدي توقف الميناء إلى عرقلة جهود الإغاثة وتدهور الأوضاع المعيشية للمدنيين بشكل خطير.

تضرر قطاع النفط: حيث تعتمد دولة جنوب السودان المجاورة على موانئ السودان لتصدير نفطها الخام. وقد يؤدي إغلاق الموانئ إلى تعطيل صادرات النفط من جنوب السودان، مما يؤثر على اقتصادي البلدين.

خسائر اقتصادية فادحة: إذ تتكبد الشركات السودانية خسائر كبيرة نتيجة لتعطيل التجارة وتوقف المصانع ونقص المواد الخام.

تحديات لوجستية وعراقيل في طريق المساعدات بالإضافة إلى الهجمات الأمنية، حيث تواجه العمليات اللوجستية في السودان تحديات أخرى كبيرة، بما في ذلك ازدحام الموانئ: حتى قبل الهجمات الأخيرة، كانت موانئ السودان تعاني من الازدحام ونقص المعدات، مما يؤدي إلى تأخير الشحنات وزيادة التكاليف. فضلًا عن صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة: بسبب الصراع وانعدام الأمن، تواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين في مناطق مختلفة من البلاد. كذلك القيود البيروقراطية، حيث تفرض الحكومة في بورتسودان قيودًا على حركة العاملين في المجال الإنساني والمساعدات، مما يعرقل جهود الإغاثة.

شركات التأمين ترفع سقف المخاطر

أدى تصاعد وتيرة العنف في السودان واستهداف الموانئ إلى قيام شركات التأمين العالمية بإضافة السودان إلى قائمة المناطق عالية المخاطر. ويعني هذا أن السفن المتجهة إلى الموانئ السودانية ستدفع أقساط تأمين إضافية، وقد ترفض بعض الشركات تغطية هذه الرحلات بالكامل.

دعوات للتحرك العاجل

يحذر خبراء ومراقبون من أن الوضع في السودان ينذر بكارثة إنسانية واقتصادية شاملة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الهجمات على الموانئ وتأمين حركة الملاحة البحرية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. ويدعو المجتمع الدُّوَليّ إلى ممارسة الضغط على أطراف النزاع لإنهاء القتال وحماية المدنيين والبنية التحتية.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.