
هل سيسجل التاريخ نجاح “آبي أحمد ” فيما فشل فيه البرهان؟
وسائل التواصل الاجتماعي أكبر مهدد لفشل خطوات الاستقرار المتبعة
كتب/ خالد ضياء الدين
أعلنت الحكومة الإثيوبية استمرارها في عملية نزع السلاح عبر الدمج والتسريح لمقاتلي التقراي، وهي خطوة تستهدف 75 ألف مقاتل من إقليم التقراي المتمرد على سلطة الدولة، وقد حدد لعملية الدمج نهاية سبتمبر المقبل.
إكمال عملية السلام في إقليم تقراي ترتبط بإعادة الإعمار لضمان عودة النازحين كما يتطلب.
معالجات سياسية اقتصادية واجتماعية تقود لإعادة تأهيل المقاتلين والحد من انتشار السلاح ووقف الحرب بين فصائل الشعب الإثيوبي.
إن إعادة الدمج تتطلب بعث الثقة، وبث الوعي بضرورات الوحدة الوطنية ونشر الوعي بضرورة وقف أصوات العنصرية وخطاب الكراهية المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد الضمانات الواضحة التي بفقدانها تزيد التحديات ويمكن أن تدعم الانقسامات داخل صفوف المقاتلين في إقليم التقراي الذين يطالبون بمزيد من الضمانات، بينما يتخوف بعض الداعمين للرئيس (آبي)من أن تؤدي عملية الدمج والتسريح لتنامي نفوذ التقراي وقد يخلق(دولة عميقة) إن لم يمضي الاتفاق نحو معالجات لجوهر الأزمة.
دخول إثيوبيا مباشرة ودون ضجة في خطوات السلام وبرنامج نزع السلاح وفق جدولة زمنية وترتيبات سياسية دستورية تحقق سلام دائم يجنبها الدخول في استنساخ التجربة السودانية التي وصلت بالبلاد إلى الحرب التي قضت على الأخضر واليابس. دخولها مباشرة في خطوات عملية نحو السلام وخفض البندقية لصالح البناء والنماء برغم التحديات، يضع إثيوبيا في الطريق الصحيح.
يجب على السودانيين النظر بعين المراقب للتجربة الإثيوبية للاستفادة منها “سلبًا وإيجابًا” بخصوص ترتيبات نزع السلاح ووقف الحرب عبر التفاوض فما من حرب أهلية داخلية انتهت بقتل آخر جندي مقاتل من أحد أطرافها، إنما الحق أحق أن يتبع وهو السلام عبر الحوار.
“أبي أحمد ” إذا أكمل بنجاح عملية التسريح والدمج التي بدأت بالفعل سيعزز من الوحدة الوطنية التي تزدان بإشاعة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وقيام نظام حكم مدني وإبعاد الجيش من السياسة.
هي “وصفة” تضمن الاستقرار السياسي والأمني وخطوة في اتجاه بناء وإعادة إعمار إثيوبيا فهل نتخذ في السودان خطوة مماثلة أم سنمضي في اتجاه تمجيد البندقية على حساب وحدة واستقرار ونماء الوطن ووحدة أرضه وشعبه.
Leave a Reply