نداء لأهل الفن والإبداع

بقلم: عبدالمنعم أحمد مختار

ماذا يعني دخول الحرب عامها الثالث؟ أنها بالنسبة للإنسان العادي، للمواطن البسيط، المشرد بين المنافي ومراكز الإيواء، أو العالق في مناطق العمليات، المزيد من المعاناة المتعددة الأشكال: نقص في الأنفس والثمرات، الجوع والعطش، والمرض، وغياب الأمان والطمأنينة. أنها الجحيم بعينه بالنسبة للأطفال وللأمهات، ولأصحاب الأمراض المزمنة والمعاقين وكبار السن.
غياب خدمات الكهرباء والإنترنت والاتصالات الهاتفية، حول المدن والقرى المسورة بالرصاص والقذائف إلى معتقلات. أصبح المواطن مجرد رهينة بين أيدي المتحاربين. وساترًا أو درعًا بشريًا في حالات الاشتباك…
مع التطور الذي حدث في مجرى الحرب، بدخول المناطق، التي كانت آمنة، في أقصى الشمال وأقصى الشرق، لم يعد ثمة أمان في طول البلاد وعرضها، وإنما هي المعاناة، التي أصبحت توحد الناس، وأشدها الحاجة الملحة للغذاء والطاقة والدواء، التي تتفاقم في ظل عدم وجود دخل، واعتماد غالبية الناس، بعد الله، على التحويلات، التي يجود بها عليهم الأصدقاء والأقارب من داخل البلاد وخارجها. لذلك تفشى سوء التغذية، الذي أصبح خطرًا يهدد حياة الأطفال وكبار السن. أصبحت الحاجة عاجلة ومكلفة بالمقابل، في ظل تباطؤ استجابة المجتمع الدولي، للعون الذاتي، ومساعدة السودانيين بعضهم بعضًا، رغم أن الجميع تسحقهم الحاجة. إيقاف المرتبات وضع الموظفين والعمال علي عتبة الموت البطئ، أما أصحاب المهن الحرة من العمال والحرفيين وصغار التجار فحالهم يُغني عن السؤال، قطاع واسع من أبناء شعبنا بالداخل، خاصة، لا يتوفر له مايسد الرمق.
في ظل هذا المعاناة ندعو أهل الفن والإبداع، بابتدار مساع جماعية من أجل تضافر الجهود الشعبية الوطنية من أجل إضاءة شمعة في هذا الظلام الدامس، بالقيام بحملة واسعة للمساهمة في رفع المعاناة عن كاهل السودانيين، في الداخل والخارج.
أصدحوا بالغناء والنشيد، بالعود والكمان، بالرسم واللوحة، بالشعر والمسرح بالأفلام التوثيقية بالقصة والكاركتير.
نظموا الحفلات والمعارض، التي يخصص عوائدها لضحايا الحرب البائسة، أجمعوا التبرعات، لذات الغرض.
التاريخ ينتظركم ليسجل جليل أعمالكم في نصرة شعبكم. سجلوا جليل أعمالكم في نصرة شعبكم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.