انت فنان، إذن ، فكر بغيرك..!

بقلم: عبدالله رزق أبو سيمازة

هاهو قد جاء، سريعًا، في الموعد تمامًا، يوم الناس، كالعهد بهم، بحجم التوقع، حسب الأغنية الذائعة :
” يبدو الغير على ذاتم
يقسمو اللقمة بيناتم .. ”
آن الأوان، لكي يقتسم الناس ماعندهم، وهو القليل، مع جيرانهم الأقربين، لا ليقوهم ذل المسألة ،حسب ، وإنما ، ببساطة، لكي يبقوا على قيد الحياة . إن ما تعلنه الأمم المتحدة بشأن المجاعة، التي تهدد الملايين في بلادنا، وما يتردد على ألسنة زعماء العالم ، عن أسوأ مأساة إنسانية في التاريخ، ليس مجرد بلاغة وحشو دبلوماسي، وإنما هو الواقع التراجيدي يمشي على قدمين . لقد بدأ الناس يموتون بالفعل . إذ ليس عليهم أن ينتظروا العون الخارجي، فقد لا يجيء. فالحرب تعوق وصول المساعدات الإنسانية إليهم . ضحايا الحرب . وإلى حين يصبح وصول الفزع الأممي واردًا، فقد يمكننا فعل شيء، هو في كل الحسابات، خير من لا شيء . مطلوب مبادرات، لتخفيف المعاناة عن ضحايا الحرب، داخل وخارج البلاد ، مبادرات . مبادرات ، تبدأ، أولاً، بالفنانين، كأهل للمبادرة في فعل الخيرات، تقليديًا . مبادرات لا تتوقف بهم، ولا تنتهي عندهم. والفنانون، الذين لا يتصور نفير لعمل الخير، دون أن يكونوا طليعته، وحداته، وحجر الزاوية في بنيانه، ينتظر منهم، ضربة البداية بحفلات غنائية يعود دخلها لصالح المتضررين من الحرب، داخل البلاد وخارجها . بهذه البداية، يمكن أن تنطلق الحملة، لتشمل، فيما بعد كل شرائح المجتمع، للتضامن والتسابق لعمل الخير والتناصر، كما هو دأب أهل السودان ، وتنداح، لتستوعب آخرين، وإن لم يكونوا فنانين أو من أهل الإبداع، إلا أن بمقدورهم المساهمة في هذه المبادرات ، بما يليهم من التزام إنساني محض، لإنقاذ الجوعى وإغاثة المحتاجين، لو بكلمة طيبة أو شق تمرة . أغلب الناس العالقين في المناطق المتأثرة بالحرب تأثيرًا مباشرًا، يعتمدون – كليًا- على المساعدات التي تأتيهم من الأقارب والأصدقاء في الخارج.
كن فنانًا، وفكر بغيرك..
.ورغم كل ما قيل عن فساد أخلاق البعض، زمن الحرب، فقد بقى البعض الآخر، صامدًا مزدانًا بكل إصالته وكريم أخلاقه السودانية، ومنهم فنانون ، أثبتوا أنهم أهل حوبة، حقًا، يتوجه إليهم هذا النداء .

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.