
هيثم الشفيع
بلا لونٍ ـ سواه الدم ـ
تضرِّج دربنا الآهات
بلا طعمٍ ـ سوى العلقم
نعبُّ كئوسها الغصات
بلا (نعمٍ ) لما شئنا
ولا عودٍ إذا جئنا
ونازلةٍ تفاجـــئنا
يسد البؤس’ كلّ مدارج الأحلام …
… لا جدوى …
حيارى مثلها النجمات.
(2)
على ذات الطريق نسير
تطأ الأشواق شوك الشمس
كما رئة الغريق يضيـــــــــــق
وبالآلام يتكدس …
إلى ذات البريق نطير
صدى الصرخات فينا الهمس
على ذات الحريق …تصــــير …
عيون … الغد …
… رماد الأمس
(3)
وترحل _ وحدها ـ أمي ..
.. تفارقنا ـ إلى أبدٍ ـ كما الأفراح
تحلق في فضاء الخلد ..
… يا أوجاع غربتنا …
لتتركنا بغير جناح
وأمي للذي ما كان يعرفها..
عصير روائع الأكوان ..
رحيق نـــــــــــبي …
خلاصة طيبة الدنيا
وعند ظلامها الإصباح
سطور زماننا الغراء … ( شرافته )
حروف خطاه والألواح…
وأمي يا الذي ما نلت صفوتها …
دليلك إن ضللت بليل
صحابك إن فقدت الصحب
وإن عصفت بمركبك الرياح الهوج …
فشطٌ … لاح
هي البسمة … هي الضحكــــــــــات
هي النسمة … هي النفحـــــــــــــــات
هي الأوتار تطربنا … هي النغمـــات
بمختصرٍ …
هي الدنيا وإن غابت …
تناثرت القصائد ’ بعدها مزقًا…
نجمعها مرتقةً …
تجمعنا مشوهةً … عليه الدرب
أجسادًا …
.. بلا أرواح
(4)
بمثل ودادها للخلق …
وحب العالمين لها …
دعاءً لا نفاد له …
يصعّد مع الأنفاس …
برحمتك التي وسعت سماءك
والأراضي السبع …
تغمّدها إله الناس …
أيا أم الذين عرفتهم طرًا ..
كما كلماته ربي ..
لك الرحمة … لنا الدمعات
لك الجنة … لنا الحسرات
نعيماً خالدًا … هو لك
لنا فيض العذاب … القاس ..
(5)
أخيرًا …
( وداعة الله عند الرسول )
لصدرٍ فسيحٍ كمثل وطن
حسيرًا …
( وداعة الله عند الرسول )
لمعنى الحنان وداعًا أقول
كثيرًا …
( وداعة الله عند الرسول )
وداعًا لشمس ٍ تحاكي الأفول
مريرًا …
( وداعة الله عند الرسول )
ليبقى ضياؤك رغم السنين
ضياءً يظل إلى يبعثون
يغالط كلّ معاني السواد
برغمك ليل الضياع الطويل
برغمك أنف الظلام المهول
أخيرًا …
… كثيرًا …
حسيرًا …
مريرًا …
وداعة الله …
يا شمس أحلى الفصول .
يونيو 2004م
_______________________
* تعبير كانت تستخدمه -يرحمها الله- عندما تودّع أي مسافر عنها
Leave a Reply