ثقافة رياضية في كرة القدم: للمدربين خصوصًا، وللرياضيين عمومًا

هل يجب إعداد برنامج بدني بكرة أم بدون كرة؟
يُعد هذا السؤال من الأسئلة الكلاسيكية التي تتكرر مع بداية كل موسم رياضي: هل يجب أن تتضمن الحصص البدنية تمارين باستخدام الكرة أم بدونها؟
لنبدأ بحقيقة بسيطة: كرة القدم تُلعب بالكرة، لذا من الطبيعي أن يتضمن برنامج الإعداد البدني تمارين باستخدامها.
لكن، لا يعني ذلك أن البرنامج يجب أن يكون بنسبة 100% بكرة، إذ إن هناك جوانب بدنية يصعب تطويرها بالفاعلية ذاتها في وجود الكرة. ولهذا، يعتمد المدربون المحترفون على منهجية متوازنة، تجمع بين العمل البدني الخالص، والتمارين التي تدمج الكرة، بحسب هدف كل وحدة تدريبية.
الجانب النفسي: عامل لا يجب إغفاله
من الضروري إدراك أن فترة الإعداد البدني قد تكون مرهقة نفسيًا للاعبين. وفي الواقع، لا يكره اللاعبون شيئًا أكثر من التمارين البدنية الخالصة دون كرة!
لذلك، من الذكاء أن يعتمد المدرب على التناوب: تمرينات بدنية خالصة، تتبعها تمارين بكرة تُعيد الحماس والتركيز.
يمكن استخدام الكرة في الإحماء، أو في نهاية الحصة التدريبية كوسيلة تحفيزية، بشرط ألا يُفقد الهدف البدني المرجو.

الهدف أولًا
مهما كان شكل التمرين، يجب أن يخدم الهدف الأساسي من البرنامج. لا يُنصح بإدخال تمارين الكرة فقط لإرضاء اللاعبين أو كمكافأة لهم.
كل وحدة تدريبية يجب أن تكون ذات جدوى، سواء لرفع اللياقة، أو لتقوية العضلات، أو لزيادة التحمل، مع ضرورة التدرج في الشدة والحمل.خطة واضحة منذ البداية
التحضير البدني للموسم يجب أن يُخطط له مسبقًا، ويفضَّل أن يبدأ ذلك مباشرة بعد نهاية الموسم السابق.
إعداد برنامج شامل يتطلب اختيار التمارين المناسبة، وتخصيصها حسب قدرات كل لاعب.
وهنا يظهر دور المدرب الذكي: من يستطيع المواءمة بين الجوانب البدنية والفنية والنفسية للاعبين.
التوازن هو المفتاح
الكرة ضرورية، ولكن ليس على حساب الكفاءة البدنية.
التوازن هو الأساس: استخدم التمارين بالكرة لتقوية العلاقة بين الأداء البدني والفني، ولا تُهمل التمارين التي تُبنى عليها جاهزية اللاعبين الحقيقية.
والأهم من ذلك: حافظ على المتعة، لأنها الوقود الحقيقي لموسم ناجح.