سوار برشلونة السحري”… كيف تصنع الأندية الكبرى لاعبيها بدقة التكنولوجيا؟

بينما نشهد لاعبي برشلونة وهم يركضون على المستطيل الأخضر بسرعة وإتقان وذكاء بدني مذهل، يتساءل كثيرون: كيف يحافظ هؤلاء على لياقتهم رغم زخم المباريات وتعدد البطولات؟ وما الذي يجعل الفارق بينهم وبين لاعبينا العرب كبيراً إلى هذا الحد؟ هل هو مجرد موهبة؟ أم أن هناك علماً وتخطيطاً وتقنية تقف خلف هذه البنية البدنية المتكاملة؟
التحول الرقمي في الرياضة: برشلونة نموذجاً
في نادي برشلونة، لم تعد اللياقة البدنية تعتمد فقط على التدريبات والأنظمة الغذائية التقليدية. بل أصبحت تدار اليوم عبر منظومة ذكية دقيقة، تقودها أجهزة تقنية متطورة أهمها “سوار WHOOP” الذي يرافق اللاعب على مدار الساعة، حتى خارج أرض الملعب.
ما هو سوار WHOOP؟
هو جهاز فسيولوجي متطور، يُرتدى على المعصم أو أعلى الذراع، ويعمل على تتبع نشاط الجسم الحيوي لحظة بلحظة، ليمنح المدربين والأطباء بيانات دقيقة حول حالة اللاعب الصحية والبدنية. لا يُستخدم فقط أثناء التمرين، بل يعمل 24 ساعة في اليوم، لتقديم صورة شاملة عن حالة اللاعب وتطوره.
ماذا يفعل WHOOP؟
1. مراقبة الإجهاد والتدريب: يرصد السوار كل مجهود بدني يبذله اللاعب، ليحدد إن كان يتدرب أكثر من اللازم أو أقل من المطلوب.
2. تحليل النوم: يتابع مراحل النوم بدقة، ويقدم تقارير عن مدى عمق النوم وجودته، ما يساعد في تحسين الراحة والتعافي.
3. قياس التعافي اليومي: يحسب الجهاز درجة تعافي الجسم بناءً على معدل ضربات القلب وتباينه، مما يساعد الجهاز الفني في اتخاذ قرار: هل يُدفع اللاعب اليوم بكامل طاقته أم يحتاج للراحة؟
4. تتبع ضربات القلب: يسجل الجهاز نشاط القلب أثناء الراحة والجهد، ما يتيح معرفة قدرة اللاعب القلبية والهوائية.
5. توصيات ذكية: يقدم WHOOP إرشادات يومية دقيقة حول ساعات النوم المطلوبة، ومدى الجهد المناسب، وأنماط التعافي المثالية.

الفرق بيننا وبينهم… أين الخلل؟
بينما تعتمد أندية كبرى مثل برشلونة على تحليل البيانات ومراقبة اللاعبين بتكنولوجيا فائقة، لا يزال كثير من الأندية العربية تعتمد على اجتهادات شخصية وخطط تقليدية، غالبًا دون بنية علمية مستمرة أو رعاية دائمة للجانب الصحي خارج التدريب.
الطريق نحو الاحتراف لا يمر فقط عبر المهارات الفنية، بل يبدأ من الجسد والعقل المدعومين بالعلم والتقنية. و”سوار برشلونة” ما هو إلا مثال بسيط على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تصنع الفارق، وتعيد تعريف الأداء الرياضي. فهل آن الأوان لنفكر بنفس الطريقة؟

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.