
رسمت الحرب التي دارت رحاها في مدينة ود مدني، مشاهد مأساوية لما خلفته من دمار في البنية التحتية للمؤسسات الخدمية والاقتصادية، وتجلت ذلك في استهداف مصادر توليد الكهرباء الرئيسة، مما أدى إلى انقطاع شبه دائم للكهرباء عن معظم الأحياء وأفرز أزمة خانقة في مياه الشرب.
وخلال فترة احتلال عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني من قوات الدعم السريع شهدت نوعاً آخر من التخريب والنهب والدمار بحفر وسرقة جميع كابلات نحاس شبكة التوزيع الأرضية وتفريغ جميع محولات المحطات التحويلية مما أوقع أضراراً جسيمة بالشبكة وفاقم من القطوعات المتواصلة ومعاناة المواطنين الذين يواجهون ظروفاً صعبة بدخول الكهرباء إلى قائمة الأزمات اليومية التي يعيشونها.
عند حلول المساء يعم ود مدني، الظلام الدامس مما يؤدي إلى توقف الحركة كليا، وأحياء جنوب المدينة، مثل الدرجة والمنيرة وغيرها لم تشهد عودة الكهرباء منذ سيطرت قوات الدعم السريع وخروجها ودخول الجيش.
أزمة انعدام الطاقة الكهربائية المستفحلة، تسببت في ارتفاع مهول في الطلب على ألواح توليد الطاقة الشمسية بشكل متزايد في المدينة، بالنسبة للقطاعين السكني والزراعي على حد السواء.
بدوره، أدى الإقبال الكبير على ألواح الطاقة الشمسية إلى ارتفاع هائل في أسعار الألواح الشمسية وملحقاتها من بطارية شحن وغيرها من مكونات وحدة الطاقة الشمسية، مما حرم معظم المواطنين من اقتناء هذه التقنية، ولجأ الكثيرون إلى شراء وحدات متناهية الصغر لأغراض شحن الهاتف وإنارة لمبة واحدة.
يقول الهميم الشيخ لمراسل الهدف أنه مع ازدهار تجارة الألواح الشمسية لكن أسعارها بعيدة كل البعد من متناول المواطنين بخاصة والجميع يمر بظروف صعبة لا يكاد معها يتناول أكثر من وجبة واحدة في اليوم”.
وأشار، إلى أن سعر معدات وحدة الطاقة الشمسية التي تكفي لتشغيل الحد الأدنى من الأجهزة المنزلية تجاوز 2.3 مليون جنيه سوداني مما يعني تقريبا 1000 دولارا.
الهدف رصدت ازدحام سوق المدينة الرئسي بألواح ومعدات الطاقة الشمسية، وانخفاض حركة البيع لارتفاع الأسعار وعزوف السكان انتظاراً لتحقيق وعود السلطات بعودة التيار الكهربائي.