
بقلم محمد حماد عبدالمنعم
مرت مياه كثيرة في نهر الحياة السُّودانية من تراكمات عداوات الحـ ـروب
والحـ ـروب الأهلية السُّودانية. وينبغي أن نلتقط الخيوط التي تربط ماضينا بحاضرنا لتتشكل ملامح المستقبل، التي توجهنا نحو التحصين بالحلول الدائمة بأبعادها “الوقائية، والتدخلية” التي تقودنا إلى تحقيق التعايش السلمي والسلام الشامل المستدام.
فالوقائي: هو بحث كيفية معالجة البواعث التي حولت الدولة السُّودانية إلى صـ ـراعات ونزاعـ ـات ومواجهات صدامية دمـ ـوية عنيـ ـفة، حتى فقدت فيها السيطرة على زمام الأمور، مع تنامي وجود وصناعة الميليشيات.
أما التدخلي: فنعني به ابتكار الحلول وتفعيل ملكات الفطنة والذكاء والدهاء، مع الاستمرار في الإجراءات والمباحثات لوقف استمرار الدمـ ـار والخـ ـراب. ومن هذا المنطلق، تصبح مهمة “السياسيين الوطنيين، والمثقفين، والفنانين والكُتّاب، والشباب، وخبراء السلام السُّودانيين” في دوائر أجهزة الدولة وخارجها بأنجع وأنجح تكتيكات ”إطفاء الحرائق السائدة“ حاليًا، لتشمل استراتيجيات تحصين السُّودان من الابتلاءات، بالبحث عن مكامن القنابل الموقوتة التي تتم زراعتها الآن، ومنع تفجيرها، وإخماد حرائق اشتعال الحـ ـروب الأهلية القادمة في المقام الأول.
فوعينا كسُودانيين بالحاضر، وتفاؤلنا بالمستقبل، سيدعم يومًا بعد آخر فرص وقف نزيـ ـف الـ ـدماء السُّودانية بشكلٍ نهائي؛ حتى تقترب تباشير نظام ديمقراطي راسخ، وتبلور أسس العدالة الاجتماعية الشاملة… ولكنها هي العلل والتحديات التي تقف عقبة أمام انطلاق المارد السُّوداني الحنون… لكن إذا تكاتفنا، واتبعنا غرائزنا العاقلة، ووحي ضمائرنا، وعملنا جميعًا على سبل الإصلاح “أدبيًا وماديًا”، فبلا شك سنصل إلى الذروة العالية من العظمة.
وينبغي أن نقول أخيرًا وليس ذلك المنتهى: إن عمليات التخريب والدمار والهدم – للأسف الشديد – لكيان وطننا المثقل بالمآسي، ومكتسبات آمال شعبنا التي يرافقها الصخب والدخان والإزعاج والضباب الكثيف، تحجب الرؤىٰ وتشتت التركيز عن المساهمة الإيجابية في تدفق شلالات الخيارات النافعة، والحلول الناجعة.
ويبقى تمسكنا بروح الأمل والتفاؤل بالمستقبل الواعد، وندعو لأن تكون جذوته متقدة بشكلٍ ينسجم مع تضحيات السُّودانيين الجسام، التي قدموها وما زالوا يقدمونها لأجل السلام الشامل الدائم، والديمقراطية الراسخة، والعدالة، والعدالة الاجتماعية.
#نعم_للسلام_الشامل_الدائم
#والديموقراطية_والعدالة_الاجتماعية