كلمة “الهدف ” لا للعودة القسرية نعم لإنهاء الحرب والمعاناة

•• في وقت لازالت سلطة الأمر الواقع تتحصن في مدينة بورتسودان، البعيدة عن مسارح عمليات الحرب المدمرة التي يؤكد سلوك أطرافها، كل حين، عبثيتها، التي دخلت عامها الثالث، تتصاعد دعوات وكلائها للمواطنين الذين شردتهم الحرب، الذين يزيد عددهم عن “12” مليونًا، بين مراكز النزوح والإيواء وبلدان اللجوء، وتحثهم على العودة للوطن. وقد تزايدت حدة هذه الدعوة، المصحوبة بمشاهد مزيفة لحياة طبيعية، بعد سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم، بعد انسحاب قوات الدعم السريع من أغلب أجزائها.
وفي خطوة تصعيدية لما يمكن وصفه ب”العودة القسرية،” أعلنت عدد من إدارات سلطة الأمر الواقع وبعض الجامعات، عن استئناف العمل، مطالبة العاملين بالحضور واستئناف العمل في مواقيت حددتها، مع تهديد مبطن باتخاذ إجراءات ضد المتخلفين.

•• يحدث ذلك في وقت لم يتم تنظيف العاصمة وبقية أجزاء البلاد من مخلفات الحرب، من القذائف، التي لم تنفجر بعد، وبعض الأسلحة الملقاة على الطرقات، دعك من داخل المباني، والعربات العسكرية والسيارات المدمرة، وأعمدة الكهرباء وملحقاتها، التي سويت بالأرض وجردت من الأسلاك والكيبلات، وغيرها من مشاهد الخراب والدمار، التي لا يمكن إخفاؤها.
يحدث ذلك في وقت لايجد فيه سكان العاصمة وغيرها من المناطق الواقعة ضمن مسارح العمليات سوى نقص الغذاء والسلع الضرورية والافتقار إلى خدمات الكهرباء والمياه وخدمات العلاج والتعليم، كليًا أو جزئيًا، وغيرها.
يحدث ذلك في غياب الأمن والطمأنينة، حيث القذائف والمسيرات تتساقط فوق الأحياء السكنية ومراكز الخدمات و مواقع الإنتاج. ولم توفر حتى القصر الجمهوري، والقيادة العامة ومطار الخرطوم والعديد من الثكنات العسكرية.

•• وإذا كانت الأمور قد استتبت فعلاً بما يدعو لمطالبة المواطنين بالعودة ومزاولة الأعمال، فليسبقهم أولاً مطلقي حملة العودة وقادة السلطة بدءًا من قائدهم وأعوانه للاستقرار في العاصمة الخرطوم، ومزاولة عملهم منها، قبل الموطنين الذين خرجوا من ديارهم بظروف الحرب المفروضة عليهم بانتهاكاتها ومٱسيها وفظائعها غير المسبوقة.

••وقد بلغ الأمر في جانب تدهور الأمن وتبدد السلامة، إن مسيرات الدعم السريع لم تكف تضرب في مناطق في الشمال، ظلت لوقت طويل ضمن ما يطلق عليها المناطق الآمنة. واستهدفت تلك الهجمات، بشكل رئيس، محطات ومحولات الطاقة، تخريبًا لما تبقى من بنى تحتية وتمادي في انتهاك قانون حماية المدنيين وحقوق الإنسان، مما انعكس معاناة إضافية على المواطنين والمرضى منهم، فيما يتعلق بالحصول على مياه الشرب، العلاج والدواء وغير ذلك من الخدمات والأعمال المتصلة بإمداد الكهرباء . وأصبح أمام المواطنين في تلك الولايات، الشمالية والشرقية والنيل الأبيض وشمال كردفان، التي طالتها هجمات المسيرات، أن يلتمسوا الأمان والطمأنينة في مناطق أخرى، حال استمر الوضع على ماهو عليه، من عجز بائن من قبل السلطات في توفير الحماية لهم، وللمساعدات الإنسانية التي تعطل وصولها للمواطنين الذين تتهددهم المجاعة حسب الأمم المتحدة فى مناطق سيطرة الطرفين .
إننا نعتقد بأنه لم تتوفر بعد الشروط الملائمة لعودة المواطنين إلى ديارهم، التي أُفرغ أغلبها من محتوياته، التي يؤكدها عزوف أو تردد أغلبهم للانقياد لتلك الدعوة، التي ١تتطلب توفر الحد المناسب من الخدمات والأمن والاستقرار . ١وهو ما ينبغي على كل المواطنين الضغط من أجل توفرها أولاً، وتفويت الفرصة على أثرياء الحرب من الجانبين، الذين يريدون الاستثمار السياسي والمالي في العودة، بينما تريد سلطة بورتسودان أن تتكسب سياسيًا من وراء ذلك متغافلة عن وعي الجماهير الذي عمقته معاناتها وقصر حبل الأكاذيب أمام الحقائق الماثلة وسرعة تدفقها عبر وسائط التواصل.

•• وإذا كان توفر السلع الاستهلاكية وخدمات الكهرباء والمياه والصحة والاتصالات وبسط الأمن، وغيرها من الضروريات، شرطًا لاغنى عنه، للشروع في العودة، من الملاجيء ومراكز الإيواء، فإن وقف الحرب،في تقديرنا هو الشرط الضروري، للعودة والإقامة والاستقرار لمزاولة الحياة الطبيعية المدنية وتوطينهما على أكمل وجه.
لذلك فلتتضافر كل الجهود من أجل إنهاء الحرب عاجلاً، عبر أوسع إرادة شعبية
ومحاولات قطع الطريق على حق الشعب في التحول الديمقراطي للتحرر من الديكتاتورية والاستبداد والوصاية والإمساك بزمام ١أموره ..
•• (المجد “للٱلاف” تهدر في الشوارع كالسيول
يدق زاحفها
قلاع الكبت
والظلم الطويل )

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
كلمة الهدف

 

2025/5/3