هذيان في غيبة مَن أعْشَق

د. توتا صلاح مبارك

كنت حبلى بِعَصياتٍ، مُتَمَنِعات،
زِدْنَ امتناعًا
ما تركن جوفي ،
إلا حين ركض الليل سراعًا
فقد داهمه صبحُُ تنفس شوقًا
والتياعًا
يا أنت ……
أنقشني حرفًا بقلبك،
وتغنني أوجاعًا
وأكحل عينيّ برزاز دمعك
و زدهًا التماعًا
تنفسني شهيقًا وزفيرًا ،
فعشقك أغرقني
تباعًا و تباعًا
انفض ركام روحي المُنْهَكَة
و اعدني آمِنةّ لا مُهْلَكة
لأركض في فضائك الأمين
ضمني إليك فقد طواني
صقيع هجرك ،
ولَفَني الحنين
أعِد روحي ،
فهي تلهث خلف ظلك الترياق
تعال…
عد لي ….
انهض من رماد الاحتراق!!!!
عد كما كنت طاهرا ،
ذاخرا ، باذخا ،
دفاق
عد كما كنت
نقيا ،تدياً.
رقراق
عد عارياً
من كل الحرائق و الندوب
عد تائباً من كل الخطايا
و الذنوب
عد لي و ضمد جراحات الحروب
فحين تركتني و اشعلتَ النار فيك،
تاهتْ الروح مني في الدروب
فانا لست أنا !!!!
ضللت طريقاً بعد طريق
و صادر الموت مني ،
قريباً و صديق
إسْتَعِد الروح ،
إنهض من رماد الحريق
عد لي
و ضُمَنِي يا…… طائر الفينيق
اعدني كما كنت امرأة تفترش
أملا و فرحاً رقيق
اعدني فليس دونك من رفيق
انهض من رمادك يا طائر العنقاء
اعدني ،
رَتِق ما تناثر من أجزاء
اعد رونق الأسماء
أرشق السلم و البهاء
اعدني امراة تحبل سِلْماً
و تلد ضياء
أعدني إمرأة تحمل في يدٍ عشقاً
و بالاخري مبضعاً و دواء
اعدني رملا في صحاريك و الرمضاء
اعدني زخات مطر في سمائك الفتان
اعدني قَطْرَ ندي في غاباتك و الوديان
اعدني زرقة في نيلك و عنفوان
اعدني
فالتاريخ لا ينتظر
اعدني قبل أن يمضي الأوان !!!!

ناديته ملء صوتي
ناديته ملء حبي
ناديته و ناديت
كان يقتل ذاته
و يتجرع الغبن و الاحزان
فما غرس بدواخلي زهرا
و لا بعض أقحوان
و ما أنبتها عصفاً و لا ربحان
فانا ما مسني الحب منذ زمان

أَنْثُرْني خضرة في سيقانك و الأغصانِ
فجذورك غَرْسُُ بعمق وجداني
فقل لي ،
متي ، متي تعود ؟
يا وطني
متي تعود يا سودان؟