
إحسان الله عثمان
استنكر العديدون حوادث السلب والنهب التى حدثت مؤخرا خلال الحرب الحالية وربطوا ما بينها وبين عيوب بالثقافة والشخصية المحلية بصورة تبسيطية مخلٓة..
تعتبر السرقة والسلب والنهب اثناء الحروب واحداث العنف احد المواضيع التى لم يتم دراستها بشكل كافي؛ اذ يعتبر النهب والسلب اولي علامات غياب او انهيار الدولة وضعف اجهزتها وفشلها في القيام بواجباتها وعدم قدرتها على السيطرة..
تتعدد الاسباب و الدوافع حيث افادت بعض الدراسات انه يمكن تفسير حالات النهب والسلب التي تصاحب الحروب و الصراعات المسلحة باستخدام فرضيات “عامل التظلم grievance factor ” أو “الحرمان النسبي relative deprivation ” أو “عدم المساواةinequality “، حيث تستند حجتها إلى افتراض أن مدى التمييز ضد المجموعات وخاصة المجموعات العرقية والدينية، والفروقات الاجتماعية والمادية بينها وبين المجموعات الاخرى هي مؤشرات محتملة للعنف المنظم ضد المجموعة المهيمنة (الحقيقية او المتصورة). ويتخذ العنف المنظم هنا اشكال السلب والنهب.
يستمد دعاة هذه النظرية افتراضاتهم من النظريات النفسية القائلة بأن “شدة الإحباط تؤدي إلى العدوان” حيث يعتقد بإن الأفراد الذين يعانون من إحباط شديد ناشئ عن الشعور بالحرمان من المرجح أن يهاجموا بعنف المجموعة التي يعتقدون أنها مسؤولة عن ذلك الحرمان.
تفترض نظرية “الحرمان النسبي relative deprivation ” أن الناس يتمردون عندما يكونون تصورا للفرق بين توقعاتهم (معظمها من الناحية الاقتصادية) وما يتحصلون عليه فعليا بسبب التمييز الواقع عليهم اذا كان تمييزا (حقيقيا او متوهما). و أن “… التمييز والقمع يزيدان من قوة تماهي معظم الناس مع مجموعاتهم ويحفزونهم على البحث عن سبل تحقق العدالة الجماعية”. لذا تكون حوادث السلب جماعية من مجموعات تشترك بخلفيات معينة وتصاحبها هتافات بفهم ان مسوغاتها مقبولة اخلاقيا لدي هذه الجماعات بفهمهم انها تحقيق للعدالة الاجتماعية المفقودة.
كما يري علماء اخرون ان السلب والنهب هو رد فعل طبيعي لقسوة الفقر. حيث يجد العديد من الفقراء انهم يعيشون بمجتمع استهلاكي تتوفر به سلع رفاهية لا يستطيعون امتلاكها لذا تكون حوادث النهب بمثابة انتقام من المجتمع الاستهلاكي الذي يحرمهم من اقتناء هذه الاشياء. يقول البروفيسور جون بيتس (ان العديد من الاشخاص المتورطين بحوادث نهب يكونون من فئة محدودي الدخل والمجتمعات التى توجد بها نسب عطالة عالية ومن اليائسين الذين لا يرون اي بارقة امل بمستقبلهم).
كما عزت بعض الدراسات التورط بمثل هذه الممارسات للانقياد لعقلية القطيع وتأثير الجماعة على الفرد.
قامت منظمة Emergency Nutrition Network بعمل تحليل لحوادث السلب النهب بالصومال وقامت بتصنيفها لستة انواع وهي:
1- النهب الإستراتيجي لاملاك الخصوم
2-النهب المصاحب للمظاهرات حيث يتم سلب الممتلكات العامة بواسطة الجماعات
3-حوادث سلب بغرض تحقيق المساواة حيث يتم استهداف ممتلكات الاغنياء
4-النهب بسبب الفقر ويتم فيه سرقة المواد الغذائية والادوية ويتم استهداف المتاجر والبقالات.
5-النهب المنظم ويتم فيه سرقة الاغراض التى يمكن بيعها او تبادلها وهدفه هو الربح المادي
6- ما تقوم به العصابات لفرض سيطرتها وابدأ قوتها ويستهدف المجتمعات بالمناطق المستقرة.
#Ihsanullah_Osman ’✍️اعادة نشر
Abu Dhabi, January 2025
مصادر:
1- Hakeem Onapajo, Ufo Okeke Uzodike 2017, Poverty and social violence in Africa: Nigeria as case study. Research working paper. African heritage institution.
https://afriheritage.org/pdf/working/Poverty-and-Social-Violence-in-Africa—Nigeria-as-Case-STudy-2.pdf
2- Khalid Abdel Gadir