
كلمة_الهدف
عنفوان الاستشهاد وجسارة الهبة.. تعبيد لطريق انتفاضة الظفر
11 سبتمبر 2018
تزدهي ذاكرة شعبنا، هذه الأيام، بالذكرى الخامسة لهبة سبتمبر المجيدة، التي قدم فيها أكثر من 200 من شباب السودان أرواحهم مهراً لغد أفضل. وهي تجربة أكدت، بالجسارة وبالاستشهاد، رفض جماهير الشعب لبرنامج رأسمالية الحركة الإسلامية الطفيلية، الاقتصادي والسلطوي، وافراطه في الرضوخ والتناغم مع مؤسسات الرأسمالية العالمية، وتعبيرات ذلك عبر ميزانيات التخريب والإفلاس والعجز، فقد شوهت وبددت السلطة العصابة إمكانيات وقدرات الوطن الهائلة بلا طائل.
إن هبة سبتمبر قد وضعت نظام الحركة الإسلامية، الذي يغير جلده كالحرباء في كل مرحلة من مراحل أزماته، في مهب العاصفة وعرَّته من كل الأقنعة المزيفة التي ظل يتدثر بها لخداع الجماهير، وسقطت – في سبتمبر- كل تبريراته المدعاة من حصار ومقاطعة وحرب وغيرها. وأظهرته على حقيقته كنظام فاشي ودموي وفاسد، مارس عنفاً – غير مسبوق- ضد مسيرات سلمية مطلبية مشروعة في كل قوانين العالم. وأثبتت هبة سبتمبر أن نظام الإنقاذ يتحكم في مقدرات وإرادة الشعب بالقهر والبطش والقتل، فيما يتاجر بقيم الإسلام وشرائعه السمحة التي تحرم قتل الإنسان، وأنه وزّع خيرات بلادنا كغنائم حرب على كوادره وقادته الفاسدين والمفسدين والنفعيين، تحت غطاء الخصخصة والتمكين، ورهن قرار ومصير الوطن إلى قوى الهيمنة الدولية وشركاتها العابرة للقارات.
إن هبة جماهير الشعب السوداني، وشبابه بصورة خاصة، في سبتمبر، في العاصمة ونيالا والأبيض وأم روابة ومدني وبورتسودان وسنار، والعديد من مدن السودان، كانت خطوة متقدمة في مسيرة شعبنا نحو الخلاص من دكتاتورية الحركة الإسلامية وأذرعها الأخطبوطية التي امتصت مقدرات ومدخرات وموارد السودان، ببرامج استهلاكية، جذَّرت منهج الرأسمالية الطفيلية المتوحش، الذي يشكل الفقر المدقع والعوز والبطالة والفساد وتعميق الفوارق والنمو غير المتوازن، أبرز مظاهره. ولذلك فإن القوى الوطنية وجماهير الشعب السوداني، في كل مدنه وقراه، بكل شرائحه ومهنه، ليس لها من سبيل للانعتاق من حياة الإذلال وإهانة الكرامة في صفوف البحث عن الخدمات، وفي السجون والمعتقلات، ومعسكرات النزوح واللجوء والهجرة، إلا بمواصلة الانتفاضة الشعبية التي كانت هبة سبتمبر محطة بارزة في طريق الانتصار لإرادة شعبنا على برامج وسياسات الإفقار والتجويع والمرض والعنصرية والتفرقة والتفتيت والحروب ومصادرة الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان.
إن خروج جماهير الشعب السوداني في سبتمبر كان وعياً متقدماً بخطورة سياسات وميزانيات النظام المتسلط التي أودت بالوطن أن يتزيل دول العالم في كل مناحي الحياة، رغم امكانياته وموارده الضخمة.
التحية والتجلة لشهداء سبتمبر الذين رووا بدمائهم الطاهرة أشجار الحرية والكرامة والعزة في بلادنا، ورسموا لكل المؤمنين والمحبين لأوطانهم معالم الدرب ليواصلوا المسيرة.
المجد والخلود لشهداء حركة النضال الوطني في كل محطاتها التاريخية الذين أضاءوا بدمائهم الطريق في ليل الظلم الطويل..
والحرية للشعب السوداني في سجون القهر والعذاب ومعسكرات النزوح والغربة القسرية. والنصر في نفوسكم وعقولكم المتطلعة للحياة، باستحضار جسارة الشهداء، وعنفوان الهبة، لتتصاعد الانتفاضة وتتسع قاعدتها الجماهيرية المنظمة في تشكيلاتها، استعداداً لمعركة تصفية ركائز الاستبداد والتمكين.
Leave a Reply