
في خضم هذه الحرب العبثية التي مزقت السودان وشردت شعبه وجعلت الوطن كله ساحة مفتوحة لصراع المصالح الضيقة برزت أصوات وطنية ظلت متمسكة بثوابتها في نصرة الشعب ورفض الحرب والدعوة إلى السلام العادل
في مقدمة هذه الأصوات تأتي جريدة الهدف. الناطقة باسم حزب البعث العربي الإشتراكي التي تابعتها بعيون مفتوحة وقلب منحاز لقضايا الوطن فوجدت فيها صوتا صادقًا لا يساوم ولا ينحني لرياح الدعاية الحربية المسمومة
لقد وقفت الهدف بشجاعة ومسؤولية في صف الجماهير السودانية مؤكدة أن الضحية الأولى لهذه الحرب هم أبناء وبنات الشعب وأن لا سبيل إلى خلاص الوطن إلا بوقف القتال فورا والعمل على تحقيق السلام العادل وبناء الدولة المدنية الديمقراطية
ومن موقع المناصر لهذا الخط الوطني الأصيل أجد من واجبي أن أشير بوضوح إلى أن محاولات التشويه التي تتعرض لها الهدف عبر تعليقات موجهة ومنظمة، تسعى لإظهار موقفها وكأنه انحياز لطرف من أطراف النزاع هي محاولات رخيصة مكشوفة تهدف إلى ضرب كل صوت مستقل، خاصة الأصوات التي لم تقع في فخ خطاب الحرب المتأسلم أو الدعاية السلطوية التي تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الورا إن دفاعي عن جريدة الهدف هو دفاع عن خط وطني حرّ، لم تنكسر بوصلته أمام ضغوط الحرب ولا أمام إغراءات الاصطفاف الزائف. وهو دفاع عن حق الشعب السوداني في أن يجد منابر صادقة، لا توظف قضيته العادلة في معارك السلطة، ولا تخونه في لحظة الانهيار الشامل. الهدف ليست بحاجة إلى شهادتي، فمواقفها تسبقها وتشهد لها. لكن الواجب الوطني يقتضي، في زمن الفتن والتضليل، أن يقف كل من يرى الحقيقة، ليقولها كاملة:
الهدف كانت وما تزال صوت الشعب، لا صوت البنادق وسيظل انحيازنا، كما هو انحيازها، مع الشعب، ضد الحرب، مع الحرية، مع السلام، مع العدالة.