
في ظل تصاعد حدة التوتر وتزايد علامات الاستفهام حول مدى انخراط المملكة المتحدة في الصراع الدائر في قطاع غ-زة، عمد الصحفي فيليب ميلر، الذي يعمل لدى منصة التحقيقات الاستقصائية Declassified UK، إلى ملاحقة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة البريطانية، الأدميرال السير توني رادكين، موجهاً إليه سلسلة من الاستفسارات الدقيقة والملحة.
ووفقاً لما نشرته Declassified UK، فإن ميلر ألحّ في مسعاه سعياً للحصول على إجابات وافية من أعلى مسؤول عسكري في البلاد بشأن عدة قضايا محورية، تتضمن طبيعة التحليقات التي يقوم بها سلاح الجو الملكي البريطاني فوق سماء غ-زة، والحقيقة الكامنة وراء هذه العمليات الجوية وأهدافها المعلنة والخفية، بالإضافة إلى التساؤل عما إذا كانت هذه التحليقات تنطوي على تبادل لمعلومات استخباراتية حساسة مع الطرف الإسرا-ئيلي.
كما استفسر ميلر عن مدى تورط القيادة العسكرية البريطانية في الحملة الإسرا-ئيلية الدائرة في غ-زة، حيث وجه سؤالاً مباشراً مفاده: “هل هذا التعاون الاستخباراتي يضع رئيس الجيش البريطاني في موقع المشارك في العمليات العسكرية الإسرا-ئيلية في غ-زة، خاصة في ظل التحقيقات التي تجريها محكمة العدل الدولية بشأن اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية؟”.
وطبقاً لما ورد في سياق اللقاء، فإن الصحفي تساءل بصورة غير مباشرة عن حجم الدعم البريطاني المقدم لإسرا-ئيل على صعيد الإمدادات. ويشير التركيز الحثيث الذي أبداه ميلر على قضية تبادل المعلومات الاستخباراتية إلى وجود قلق أعمق وأشمل بشأن طبيعة وحجم الدعم الذي تقدمه لندن لتل أبيب.
وتفيد التقارير الواردة بأن الأدميرال رادكين آثر الصمت وتجنب الإجابة على الأسئلة الملحّة التي وجهها إليه الصحفي، مفضلاً الانسحاب من المشهد دون الإدلاء بأي تعليق. وقد سلط هذا التفاعل الضوء مجدداً على التدقيق الإعلامي المتزايد الذي يخضع له الدور الذي تلعبه بريطانيا في هذا النزاع الإقليمي المعقد.