بيان إلى أبناء وبنات أم درمان الأوفياء في “العاصمة الوطنية”

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
(تنظيمات أم درمان القديمة)

بيان إلى أبناء وبنات أم درمان الأوفياء في “العاصمة الوطنية”

يا أبناء أم درمان الكرام،
يا حماة الإرث الوطني وعنوان الصمود،

يجدد حزبكم، حزب البعث العربي الاشتراكي، التحذير من الكارثة الإنسانية التي تتفاقم في مدينة أم درمان القديمة، حيث تتواصل فصول الإفقار والتجويع والتشريد الممنهج للمواطنين. لا تزال الخدمات الأساسية – من كهرباء ومياه وعلاج واستقرار أمني – مقطوعة أو شبه معدومة، في مشهد مأساوي يؤكد حجم المعاناة.

وتتزايد، بصورة مقلقة، دعوات العودة “غير المحسوبة العواقب” إلى المدينة، رغم أنها – كسائر المدن المنكوبة بالحرب – تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وبات من المعتاد مشاهدة جرائم السرقة والنهب المسلح في وضح النهار وأثناء الليل، يرتكبها أفراد يرتدون أزياء عسكرية مستغلين سلاحهم ضد العزّل، حتى أصبحت البيوت خاوية بلا أبواب ولا أسقف، وأثاثها غنيمة سائغة.

وزاد من عمق الفاجعة ما نشهده من ظاهرة الجثث الطافية يوميًا على نهر النيل، القادمة من مناطق الجبل والريف الجنوبي، لبشر وحيوانات، في مشهد مروّع ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد حياة من تبقى من السكان.

أيها الشرفاء الأوفياء،
إننا، في حزب البعث العربي الاشتراكي، ظللنا ننبّه مرارًا إلى خطورة الوضع، ونؤكد أن هذه الحرب العبثية لم تجلب سوى الموت والتشريد والنزوح، وكان الهدف منها ولا يزال هو إطالة أمد الدمار خدمةً لمشروع دكتاتوري متجدد يسعى لمحو جرائمه بحق شعبنا الكريم.

إن الواجب الوطني اليوم يحتم علينا جميعًا أن نلتف حول خيار السلام العادل والشامل، وأن نرفع صوتنا عاليًا رفضًا لاستمرار هذه الحرب الظالمة. لا خلاص لنا إلا بوقف نزيف الدم، وإعادة بناء ما دمرته أيادي الإجرام، ومحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء.

ولا أمن ولا استقرار دون إشاعة خطاب المحبة والإخاء الوطني، ووأد دعوات العنصرية البغيضة التي تمزق نسيجنا الاجتماعي.

نعم لعودة النازحين والمشردين إلى ديارهم آمنين.
نعم لاستعادة الأمن والاستقرار لربوع وطننا الجريح.

حزب البعث العربي الاشتراكي (تنظيمات أم درمان القديمة)
28 أبريل 2025