مالكم و مالي أنا …. بس وقفوا الحرب

دكتورة توتا صلاح

كانت الشمس ساطعة الحضور ،
باذخة الحرارة في إحدي نهارات مدينة الخرطوم ، سيدة الأنهار و آلهة الشمس الحارقة حيث لا تملك فيه إلا ان تتردد في السير طويلًا !!!!
أتى هو يشق طريقه وسط الخرائب،
وبقايا السلاح،
والسكون الموحش
ورائحة الموت ،
وكل خطايا الحرب تنهش خاصرة الوطن.
نعم !!! سار بجسده الذي يبدو أنه يتضاءل في حجمه كلما اقترب من الأسفل مما يجعله مماثلًا لقطعة “كمثري مقلوبة”!!!!!
رغم ضآلة حجمه ذي الثمانية سنتمترات التي لا يتعداها طوله !!!!!
وعرضه الذي يتناءى عن ذلك ليحتضن عدد خمس سنتمترات إلا أنه لا ينوء بحمولة قد تبلغ خمس كيلوجرامات ولربما تزيد !!!!!!
كان غاضبًا كغضبَ شمس ذلك النهار في عنفها وقسوتها وتَبَدٌي ذلك في تَجَهُم قسماته التي فاضَتْ بتعابيرَ استياء وامتعاض !!!!!
حاول أن يصفق بيديه غضبًا كما يفعل البعض حين يُثْقِل مساحة تحملهم شائن قول أو تهمة زور !!!!! إلا أن يديه كانتا ترتفعان أعلى وهما تحملان “كرتين” ثمينتين ليس ممكنًا أن يُفَرِط بهما !!!!!
أما أن يركل غضبًا فهذا أيضًا بندرج في طائلة المستحيل ، غير الممكن إذْ كان يمتلك رجلًا واحدة يتوكأ عليها !!!!
تناثر سيل الكلمات الغضبي منه وهو يسب كل الذين نسبوا شَرَهُم إليه فقال :
” دي يقول ليك من “رحم الجيش “و التاني يقول ليك “الدعم السريع” و تالت يقول ليك “حركات مسلحة ”
” أنا “الرِحِم “دي ، خلوني براي ، انتو أبقوا رجال ووَقِفوا الحرب البديتوها ”

لا للحرب
أوقفوها !!!