
والحرب تنهي عامها الثاني:
لتتضافر الجهود عبر أوسع جبهة شعبية لوقف غير مشروط للحرب وحماية المدنيين وعودة الحياة الطبيعية المدنية
▪️بينما تكمل الحرب العبثية المدمرة عامها الثاني، وتتهيأ لدخول عامها الثالث، دون أن يلوح أفق في سلام وشيك، و يزداد تساقط الضحايا في دارفور وغربي أم درمان، ويعاني الآلاف في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال وجنوب كردفان، من الافتقار للخدمات، بالذات خدمات المياه والكهرباء والاتصالات، والخدمات الطبية والعلاجية والأمن، ويتمدد نطاق الاحتجاز الكيفي وتلفيق التهم والبلاغات الكيدية، وتتصاعد الشكوى، حتى مع سيطرة القوات المسلحة على العاصمة والولايات المجاورة، من السرقات ومن نهب الدور السكنية وإفراغها من محتوياتها، واختفاء الأفراد أو ذبحهم من قبل المليشيات المتحالفة مع الجيش، لا سيما مليشيات المتأسلمين.
▪️ في هذا الوقت الذي توشك أن تدخل فيه الحرب عامها الثالث، تدشن طوراً جديداً في مرحلة حرب الاستنزاف، أبرز علاماتها الحصار القاسي على المدن، واستهداف البنى التحتية ومحطات توليد الكهرباء بالمسيرات بواسطة الدعم السريع، بالتزامن مع تكثيف قصف الطيران للمدن والمدفعية بعيدة المدى بواسطة الجيش، التي لا يدفع ثمنها سوى المدنيين الأبرياء. لقد عمل طرفي الحرب على توسيع نطاق المواجهة إلى الشمالية ونهر النيل والقضارف والدمازين وغيرها، باستهداف لما تبقى من بنى تحتية، بينما يفر آلاف المواطنين من الفاشر المحاصرة، بحثًا عن أمان في جبل مرة، وغيرها من المناطق المجاورة، وفي الوقت ذاته تتساقط الصواريخ على معسكر زمزم، الذي أصبح هدفًا للهجمات والقصف المدفعي، وقد أصبح المعسكر الذي حولته بعض الحركات المؤتلفة تحت لافتة القوات المشتركة إلى مستودع للسلاح والذخائر، وفق ما ورد في بيان المنسقية العامة للنازحين في وقت سابق، ساحة مواجهة يدفع ثمنها المواطن، موتًا مجانيًا وتدميرًا بلا حدود للمساكن والمنشآت المدنية، بعد أن كان المنفذ الرئيس الذي تدخل منه إمدادات الوقود والمواد التموينية والدواء المهرب إلى الفاشر عبر طريق زالنجي جبل مرة و نيالا والضعين. وبينما تلوح في الأفق، حسب المجريات والتحشيد وإعادة التموضع، بوادر تقدم وهجوم لقوات الدعم السريع نحو الفاشر، التي ارتكب فيها طرفا الحرب انتهاكات واسعة بحق المدنيين، لا تقتصر على القصف اليومي والحصار، وفق شهادات منظمات المجتمع المدني والمنظمات الطوعية الأجنبية والأممية. إضافة إلى نشوء مليشيات جديدة في شرقي البلاد ووسطها وشمالها في أجواء التعبئة العنصرية والجهوية وعلى أسس قبلية بعلم قيادة الجيش أو تحت إشرافها.
▪️ويتزامن مع مرور الذكرى الثانية للحرب، انعقاد مؤتمر دولي في لندن في الخامس عشر من أبريل الجاري، بمشاركة أكثر من عشرين دولة ومنظمة. ويبحث المؤتمر، الذي استبعد منه طرفا الحرب، آليات الضغط لإيقاف الحرب وتحقيق السلام في السودان، ويشمل الدول الداعمة لطرفي الحرب، بجانب إغاثة المتضررين من الحرب والمساءلة عن جرائم الحرب والمجاعة التي اعتبرت عملاً متعمدًا، من منطلق اتخاذ طرفي الحرب التجويع سلاحًا واستخدام المدنيين دروعًا بشرية.
وإذا كان مؤتمر لندن يمثل “صحوة ضمير” المجتمع الدولي، إزاء أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بعد أن اكملت عامين من عمرها، حصدت فيها أرواح الآلاف من السودانيين، ودمرت البنيات التحتية ومرافق الخدمات، ودفعت بملايين المواطنين إلى حافة المجاعة وإلى النزوح والتشرد، بعيدًا عن ديارهم، وفقدان مصادر الدخل، بفعل عدم استجابة طرفي الحرب لنداءات السلام وتعمد إطالة أمد الحرب؛ فإن الواجب يحتم بذل جهود إضافية، من قبل السودانيين، قبل غيرهم، ومن قبل المجتمع الدولي والإقليمي، حتى تحقق الضغوط المبذولة نتائج ملموسة لصالح السلام والعدالة والمساواة وحماية المدنيين ووقف الانتهاكات وتدمير البنى التحتية.
وإذا كانت دارفور، لا سيما معسكرات النازحين والفاشر، تستأثر الآن بالكثير من الاهتمام، للاستهداف الذي تتعرض له، فإن الحرب تُلقي بتداعياتها على كل مكان في السودان، ومن المهم تحشيد الجهود وتضافرها، خصوصًا على صعيد الجبهة الداخلية، من أجل تعبئة غالب الشعب وقواة الحية للضغط على طرفي الحرب لوقفها بلا شروط، وضمان حماية وسلامة المدنيين، لا سيما في معسكرات النزوح، ووقف التهجير القسري، وإيصال المساعدات، والاستجابة لنداء السلام والجهود المخلصة لوقف غير مشروط لإطلاق النار، واستعادة الحياة المدنية والطبيعية، وتولي سلطة مدنية إحداث تحول سلمي ديمقراطي، وإعادة الاعمار، وإنهاء مظاهر حمل السلاح وتعدد المليشيات والجيوش ببناء جيش وطني مهني حديث، وإعادة تأهيل جهاز الدولة ليكون فى خدمة التنمية المتوازنة، وسيادة حكم القانون والمساءلة والمحاسبة عن الجرائم التي ارتكبت بترسيخ مبدأ عدم الافلات من العقاب، وتصفية التمكين، ومكافحة الفساد والمفسدين، وقيام الدولة بوظيفتها الاقتصادية والاجتماعية، وعدم مزاولة الجيش والأجهزة الأمنية لأي أنشطة اقتصادية تجارية ومالية، وتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة لحكومة ومؤسسات منتخبة، والحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة السودان شعبًا وأرضًا.
– في عليين شهداء شعبنا وانتفاضاته الظافرة المتجددة
-الحرية للمعتقلين والمحتجزين لدى طرفي الحرب
-عاجل الشفاء للجرحى والمصابين وعودة المفقودين
-معاً من أجل وقف الحرب عبر أوسع جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير
#كلمة_الهدف
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
2025/4/13