
دكتورة سلمي نايل
في حضرة التاريخ تقف انتفاضة مارس/أبريل شامخةً كشاهد حيّ على قدرة الشعوب، وعلى إرادة الكرامة حين تنتفض. واليوم، وبينما نُحيي هذه الذكرى الخالدة، نقف أمام لحظة فارقة تستدعي منا إعادة القراءة، لا من باب التذكّر فقط، بل من باب التجدّد والانطلاق.
نحن النساء، بطبعنا الخلّاق، لسنا على هامش التاريخ بل في صُلبه. نبني، نداوي، نعلّم، ونقاوم. آن الأوان أن نُطلق من هذه الذكرى العظيمة نقطة انطلاق تتناسب مع مقدرات وعنفوان النساء، من القضايا الوطنية إلى القضايا القومية، وفلسطين، التي تسكن وجداننا، خير من يقودنا نحو بوصلتنا الكبرى.
إننا لا نريد أن نُحوّل ذكرى انتفاضة مارس/أبريل إلى لحظة حزن موسمي، بل إلى انتفاضة متجددة، تعيد للمرأة موقعها الطبيعي كقائدة، كصانعة قرار، كحاملة للواء الوعي والتحرّر.
فلنحوّل هذه الذكرى إلى زفاف حقيقي نحو مجدٍ مخلّد للنساء، زفاف لا تُزف فيه العروس وحدها، بل تُزف فيه كل أحلامنا المعلّقة، كل بناتنا، وأمهاتنا، وكل شهيدات الأرض.
ولا بد من فعلٍ حقيقي، يقود إلى حقن الدم السوداني، ووقف هذه الحرب العبثية التي تفتك بأحلامنا، وتسرق من النساء فلذات أكبادهن.
فلتكن طاقات النساء ومقدراتهن حاضرة في كل مبادرة سلام، وفي كل خطوة نحو إنهاء النزيف وبناء الوطن.
من ذكرى الانتفاضة… إلى انتفاضة الذاكرة…
ومن عنفوان التاريخ… إلى صُنع المستقبل.
المجد للنساء… المجد للثورات العادلة… المجد لفلسطين.