ليس هناك بد من مواصلة المقاومة

كان السابع من أفريل 1947 م. يوماً استثنائياً في تاريخ النضال القومي العربي، إذ ولد في فجر ذلك اليوم حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، على يد كوكبة من رفاق الرعيل الأول من عدة أقطار عربية بقيادة الرفيق والقائد المؤسس ميشيل عفلق، تحت شعار » أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة «، وحاملا لأهداف » الوحدة والحرية والاشتراكية «. والحقيقة أن تاريخ 7 أفريل هو تاريخ انعقاد المؤتمر التأسيسي وإقرار دستور الحزب، أما نشأة الحزب فتعود لسنوات طويلة سبقت ذلك التاريخ بكثير…
منذ ذلك اليوم التاريخي المجيد وحزبنا يناضل من أجل تحقيق الأهداف والمبادئ التي تأسس من أجلها، متحدياً ومتجاوزاً كل الظروف والصعاب، التي واجهت مسيرته النضالية الغنية بالمآثر والتضحيات حتى يومنا هذا، مما يدل دلالة قاطعة على القناعة الراسخة والعميقة، والإيمان الكبير بأهدافه ومبادئه لدى منتسبي الحزب، وعلى حضوره ومواكبته ومسايرته ما يجري من أحداث وتطورات طوال هذه الفترة الاستثنائية في تاريخ الأمة العربية
لقد خلق ميلاد الحزب زخماً ثوريا في جل الأقطار العربية… فأنجزت الوحدة بين مصر وسورية سنة 58 وقامت ثورة العراق المجيدة، ثورة الجمهورية وإلغاء الانتداب، في نفس السنة ووجد الثوار في الجزائر وتونس واليمن في فكر البعث الوطني المناهض للاستعمار خير زاد وخير سلاح…
ولم يكن ذلك مقبولا من أعداء الأمة الإمبرياليين والصهاينة وحلفائهم الرجعيون… فتآمروا على الحزب وأسقطوا الوحدة…، وتظل أقسى محنة تعرض لها حزبنا هي محنة ردة 23 فيفري 1966، وسرقة اسم الحزب وتحريف موقفه السياسي والإساءة إلى رموزه ونضاله، وخاصة منذ وصول عائلة الأسد إلى سدة الحكم في سورية… صمد الحزب وقاوم ذلك التزييف… وعندما بدأ ببناء قاعدة ارتكاز عربية صلبة في العراق… ضاعف الأعداء تحركهم بطريقين… الأولى عندما تخلى الغرب وأمريكا عن الشاه وما يمثله الشاه بالنسبة لبريطانيا وأمريكا في رؤيتهم الجيوسياسية للإقليم، وساعدوا خميني وأوصلوه إلى السلطة وفتحوا له أبواب المنطقة على مصراعيها… لينفخ في سورة الطائفية ويشعل أوار الفتنة والاقتتال المذهبي والعر-قي…، وهذا هو المنطلق والأساس فيما تعيشه الأمة اليوم من حالة الضعف والعجز التي هي عليه، ومن محاولة تأجيج الفتنة الداخلية ودفع جماعات بشرية متعايشة في وفاق ديني ومذهبي منذ مئات السنين إلى اقتتال مدمر حتى أصبحت الوحدة المنشودة هي وحدة أقطار مزقها التناحر الطائفي والعنصري وليس الوحدة القومية!!!، والثاني عندما تدخلت أمريكا نفسها فغزت العراق وأطاحت بنظامه الوطني، (البعثي) ودمرت تجربته ومنجزاته، وسلمته للفوضى برعاية نظام الملالي… فأقاموا عملية سياسية لصوصية يحكمها الخونة واللصوص وتحميها الميليشيات الولائية التابعة لنظام الملالي وتقودها الخيانة والإقصاء والاجتثاث. ففتحت أبواب المنطقة أمام الكيان الصهيوني يدخلها بدون عناء. فهل كان الكيان يعربد بمثل ما يفعله اليوم، حرب إبادة في فلسطين المحتلة حيث استشهد إلى حد الآن أكثر من 50 ألف فلسطيني، ويضرب في لبنان وسورية والعراق واليمن…، ثم تتدخل الولايات المتحدة وبريطانيا كلما استشكل عليه تنفيذ بعض جرائمه… يدعمونه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً بل يسندونه مباشرة وبالمشاركة الفعلية معه في العدوان… ويكتفي العرب بالحديث عن أعداد الشهداء والمصابين في نشرات أخبارهم. هل كان كل ذلك يتم دون عقاب أو حتى دون تحسب لعقاب… وهل كان ذلك يقع والعرب بمثل هذه الحالة من التسليم والتواطؤ قبل سنة 2003؟
تحل ذكرى تأسيس حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، والأمة العربية تمر بمرحلة مصيرية من تاريخها المعاصر. مرحلة تصاعدت فيها الأخطار المهددة للأمة ولوجودها لتأخذ بُعداً خطيراً، من خلال ما تكشف من مخططات القوى العظمى، والقوى الإقليمية، ترى في الجغرافيا العربية، مدى حيوياً لمشاريعها العدوانية التوسعية، وقد ترافقت مع استنفار عصبياتٍ أثني-ة ودينية وطائفية وقبلية وجهوية فتت بنى المجتمع العربي، ونزلت بالواقع العربي دون ماهو قائم، لتوفر الأرضية لتشكيل نظام إقليمي تحت قيادة الكيان الصهيوني!!! بمسميات مستنبطة وجديدة. وتماهت مع النظام الدولي الجديد القائم على بطش القوة واشعال الحروب والانصياع له وتنفيذ خططه.
أن هذا النظام الإقليمي الذي خطط لتشكيله مع تغيير لاعبيه الرئيسيين حسب سياقات كل مرحلة فيه، يراد له أن يضم كيانات غير عربية، بعضها يستوطن قلب الوطن العربي في فلسطين كحال الكيان الصهيوني، وبعض آخر يندفع من المداخل عبر أشكال مختلفة من التدخل والعدوان، وقد بلغ ذروته في التغول الإيراني والتركي، بكل تعبيراتهما العدوانية والتدميرية والتهجيرية للسكان، وحيثما وصلت مديات تأثيراته، وهو الذي لاقى بالنتائج الدور الامريكي بتدخلاته العسكرية في العديد من الأقطار العربية، وكل الأدوار شكلت ردائف موضوعية للمشروع الصهيوني، وأدت دورها في إضعاف عناصر المناعة الوطنية والمجتمعية العربية، وخلق المناخات الملائمة لدى نظم عربية. – بعضها تحت طائلة التخويف بإيران، وبعضها تحت ذريعة البحث عن استقرار المنطقة – ترويجاً للتطبيع مع العدو الصهيوني، وتمهيد الأرضية لتمرير الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية، التي تقدم اليوم بوضوح لا لبس فيه تحت عنوان طروحات ترامب. إن هذا الذي تتعرض له الأمة العربية في هذا الوقت، ما كان ليصل إلى هذا المستوى من الخطورة، لو لم تخفت وتتراجع الصيغ العملية للعمل الوحدوي العربي، ولو لم ينخفض منسوب ومستوى الحرية في الخطاب السياسي العربي وتتعطل آليات العمل الديمقراطي، وتتحول وظيفة الدولة الوطنية في حشد الجهود لمواجهة مهددي الأمن القومي العربي وإدارة الصراع معهم، إلى وظيفة أمنية تمارس القمع ضد الحركة الشعبية التي تناضل لأجل دولة الرعاية الاجتماعية وتطبيق حكم القانون على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات .
إن هذا الذي وصلت إليه الأمة في واقعها الراهن، ما كان ليصل أيضاً، إلى هذا المستوى من الضعف في الجسم العربي، والتشظي في البنى المجتمعية العربية، لو لم تتعرض المواقع والقوى الوطنية العربية التي حملت مشروعاً للتحرير والبناء الوطني في مواقع السلطة وخارجها، لهجوم شامل لإسقاطها، بغية أحداث فراغ سياسي وفكري وتعبوي في البنيان القومي، لتسهيل إعادة إملائه بمضامين مشاريع سياسية تنطوي على محتوى خطاب سياسي نقيض لمضمون المشروع القومي العربي الوحدوي والتحرري، بكل أبعاده السياسية ومضامينه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إن مشهدية الصراع الدائر في الأمة، ترسم حالياً تمحوراً بين القوى التي تناضل لأجل وحدة الأمة وتقدمها وتحررها، وبين القوى الرجعية التي ارتبطت بشبكة علاقات تبعية، سياسية واقتصادية مع مراكز التقرير في النظام الاستعماري ولعبت دوراً تنفيذياً في تعطيل الصيغ العملية لأي عمل عربي وحدوي على مستوى الإطارات السياسية الرسمية والشعبية، ومستوى البنى التحتية على صعيد المواصلات وفتح الحدود والمشاريع الاقتصادية ذات البعد الاستراتيجي، وتسهيل شروط الإقامة كضرورة لابد منها لإقامة السوق العربية المشتركة.
أيها الشعب التونسي الأبي،
لقد ناضل البعث في تونس منذ بداية الستينات، واصطف ضمن الطيف المناهض للحبيب بورقيبة، ليس في محاولاته توحيد التعليم والقضاء وسن قانون جديد للأحوال الشخصية يقر بعض الحقوق للأسرة وللمرأة، ولكن ناهضه في محاولات سلخ تونس عن الأمة العربية بل حتى عن المغرب العربي ومحاولة اختلاق هوية إنعزالية معادية لعروبة تونس، وناهضه في فهمه للحداثة المغشوشة ومحاولاته ربطها بالفرنسة والتغريب، وناهضه من جهة أخرى في بناء نظام حكم على مقاس الحاكم، يرفض الاعتراف بكل الحريات المدنية والسياسية وخاصة حرية التعبير وحق التنظم. فكان أن اعتقل الرفاق وكانت محاكمة البعثيين سنة 69، من أشهر المحاكمات السياسية… كما ناهض حزبنا النظام النوفمبري واعتبره امتداداً مشوها لنفس النظام البورقيبي مع جرعة إضافية من الفساد والخنوع وصلت حد ربط علاقات مع الكيان الصهيوني… ولقد كلفت معارضة النظام البورقيبي/ النوفمبري، الحزب، 4 شهداء في عهد بورقيبة، وشهيدا في عهد بن علي، كما كلفته. عشرات المعتقلين والمسرحين من العمل والمحرومين حتى من جواز السفر، والشغل، والمفروزين امنيا فلا ينتفعون بأي خدمة من الدولة الوطنية…
يا جماهير شعبنا الأبي.
لقد شارك حزبنا مع بقية القوى الوطنية والاجتماعية في ثورة 17 ديسمبر2010/14 جانفي 2011، وانتظم مع بقية القوى الوطنية سواء في جبهة 14 جانفي، أو المجلس الوطني لحماية الثورة، واعترض على حكومة السبسي الأولى في 2011 وسماها «حكومة فيلتمان»، ورفض الانضمام إلى هيئة بن عاشور، وكان ذلك موقفاً صائبا ، أكدت انتخابات 23 أكتوبر وحكم الترويكا، ثم حكم الترويكا/النداء، صوابية موقف الحزب…
وواصل الحزب مناهضته لحكام تلك العشرية وشارك في كل التحركات الرافضة لسياساتهم سواء داخل الجبهة الشعبية أو بصفته الحزبي … حتى جاء يوم 25 جويلية 2021، فوقف الحزب موقفا إيجابياً مساندا وداعما للإجراءات التي اتخذها رئيس الدولة، واعتبر أن ما اتخذه رئيس الجمهورية في ذلك اليوم يشكل استجابة مستحقة لنداء الشعب المطالب بإنهاء منظومة الفساد تلك وحكم السفارات. ولم يكن دعمنا لمسار 25 جويلية في أي لحظة وليدًا لولاء شخصي أو صكا على بياض للقائمين على المسار أو تفويضًا مطلقًا لهم، بل كان تجسيدًا لإيماننا الراسخ بالوطن وبأن الوطن جدير بما هو أفضل من تحالف » قلب تونس / النهضة… « وكنا نتابع كل مرحلة بوعي ومسؤولية وطنية، وانتقدنا بعض القرارات (مرسوم 54) وتحفظنا على أخرى ( عدم الاستقرار الحكومي، [ 6 رؤساء حكومة في 5 سنوات!!!] التعيينات الحكومية، وفي مختلف مفاصل الدولة….)، وانخرطنا بإيجابية في مختلف المحطات والاستحقاقات الانتخابية المحلية والوطنية وعبرنا عن موقفنا بكل وطنية ومبدئية.
وإننا اليوم إذ نقف على قصور لدي القائمين على هذا المسار في فهم المرحلة وفي تصورات الحلول وفي تنفيذها، ونشهد تعثر في القرارات وعدم القدرة على حلحلة الملفات الكبرى السياسة والاقتصادية والاجتماعية ما سيخلق ذلك، لو وقع، من تداعيات إيجابية ملموسة على حياة المواطنين اليومية وعلى مستقبل أبنائهم ووطنهم بعيداً عن المناكفات والشعارات.
إن المعركة الوطنية التي يقول رئيس الدولة إننا نخوضها اليوم، لايمكن أن تدار بعقلية الإقصاء أو بالاعتماد على الولاءات الشخصية، فمعركة التحرير الوطني تتطلب وضوح الرؤية، ووحدة الصف الوطني واستراتيجيات علمية وعملية في كل القطاعات فلا انتصار في أي حرب دون قيادات قوية وشجاعة ولا نجاح لأي مشروع وطني دون مشاركة كل من آمن بضرورة إنقاذ الوطن… ودون حياة حزبية متطورة تدعمها حرية الإعلام والمشاركة الشعبية. إن المعركة الوطنية التي نخوضها اليوم لا يمكن أن تنجح إلا بكل أبنائها وأحزابا ونخبا بعيداً عن أي عقلية إقصائية وبعيداً عن الولاءات الشخصية. لذلك يدعو حزبنا إلى فتح حوار وطني جاد وهادف، يجمع الأحزاب والمنظمات الوطنية والشخصيات الوطنية والكفاءات الاقتصادية والإدارية، المساندة لمسار إنقاذ البلاد، لمناقشة كل القضايا السياسية والاقتصادية الحارقة ينتج عنه وضع برامج وخطة عمل تراعي قدرات البلاد وإمكانياتها وأن يتم تكليف كفاءات وطنية قادرة على تنفيذ تلك الخطط والسياسات، على المستوى المركزي والجهوي والمحلي. وأول خطوات هذه الخطة هو تركيز الأقاليم التنموية وهيكلتها وإعداد التشريعات المنظمة لذلك، ومدها بالوسائل وآليات العمل حتى تتحقق الفائدة المرجوة كما بينها حزبنا في برنامجه الاقتصادي وتبناها دستور 25 جويلية 22.
كما يطالب حزبنا، بعدم توظيف أجهزة الأمن والقضاء لحل الخلافات السياسية، وفي هذا الإطار نطالب بالإسراع في البت في القضايا المرفوعة سواء في حق قتلة الشهداء أو المتعلقة بقضايا الفساد والتٱمر، مع احترام لحقوق الدفاع والمحاكمة العادلة، وحق المتهمين في احترام كرامتهم.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق
إننا كبعثيين ومنتمين لهذا الحزب القومي العريق ومهما كانت التضحيات والمؤامرات علينا وعلى الأمة
العربية، يجب نظل متمسكين بالأهداف التي رسمها الحزب، وبمبادئنا مهما كانت التحديات والمخاطر التي تواجهنا، ومهما كان حجم التآمر على حزبنا وعلى الأمة العربية، ومهما تعددت الأساليب والوسائل للأعداء ومحاولات القضاء على كل من يسعى لتوحيد الأمة وتنويرها فلنتواضع لبعضنا ونتسلح بمزيد من الوحدة الفكرية والتنظيمية والسياسية أكثر من أي وقت مضى، ولنستعد لتقديم المزيد من التضحيات…فحزبنا هو حزب المهمات القومية الكبرى وهو الوسيلة والذراع الذي عليه أن ينقل الشعب والأمة من الواقع المؤلم إلى مواقع القوة والتقدم والبناء… وتحية إلى الرفاق في كل الوطن العربي، وخاصة في العراق وسورية ولبنان والسودان حيث يعيش رفاقنا ظروفاً صعبة ترتبط بما تعيشه هذه الأقطار من تحديات جسيمة. ونأمل أن يستعيد البعث الشرعي موقعه الوطني في سورية بعد سقوط نظام الردة في دمشق، وما شكله ذلك من ضربة قاسمة لمشروع التغول الإيراني/الطائفي على حساب الأمة. وهو سقوط سينهي من جهة أخرى حقبة الزيف التي فرضت على حزبنا منذ 1966.
تحية إلى رفاقنا في فلسطين وإلى عموم الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة التي نحيي صمودها في وجه
العدوان الصهيوني الأميركي الذي ارتقى إلى اقتراف جريمة الإبادة الجماعية، ونؤكد له أننا نقف معه في نضاله وفي دفاعه عن أرضه وكرامته واستقلاله وأن فلسطين، وتحريرها من النهر إلى البحر بوصلتنا وقضيتنا الأولى وأن تحريرها هو الطريق لوحدة الأمة.
إن الهجوم المعادي الدولي منه والإقليمي التوسعي على حساب ضعف حركة الثورة العربية، والذي تبلور بعد نجاح الأعداء في احتلال القلعة النضالية القومية في العراق وتسليمه إلى نظام الملالي ليكمل ما لايستطيع الغرب وأمريكا إنجازه من قتل وتدمير في الإنسان والعمران وفي النسيج المجتمعي، لهو قمة التآمر على الأمة العربية في تاريخها القديم والحديث .
لذلك فإنا حزبنا يدعو إلى وحدة القوى الوطنية والقومية المناضلة على امتداد الوطن العربي لمواجهة هذا العدوان المستمر على الأمة، فما تتعرض له الأمة لا يستطيع حزب واحد ولا تيار واحد مواجهته، فلنجعل من » الوحدة والديمقراطية «، شعارا لهذه المعركة وهذه المرحلة.
رحم الله شهداء الأمة في فلسطين المحتلة.
رحم الله القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق، ورحم الله الشهيد الرمز صدام حسين وكل شهداء البعث.
رحم الله الرفاق عمر السحيمي، حسن المباركي فوزي السنوسي عمار عليبي وشوقي النصر، وكل الرفاق البعثيين
حزب البعث العربي الإشتراكي- تونس
تونس في 7 أفريل 2025