بيان في الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي.
أمة عربية واحدة
ذات رسالة خالدة

قيادة قطر سوريا

بيان في الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي.

ياجماهير شعبنا الأبي

أيها الرفاق المناضلون

يحتفل الرفاق البعثيون وجماهير الأمة العربية بالذكرى الثامنة والسبعين لحزب الرسالة الخالدة ،حزب البعث العربي الاشتراكي في ظروف حرجة تمر على الوطن العربي بجميع أقطاره متمثلة بالهجمة الجديدة على الأمة وخاصة ماتتعرض له فلسطين حيث الإبادة الجماعية لأهلنا في غزة بلغت ذروتها مقرونة بالعدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا ولبنان ومحاولات إيران العبث بالشؤون العربية وتفريس العراق واليمن وإعادة التدخل الأميركي المباشر في المنطقة تحت عناوين جديدة ومحاولة ترتيب الأوضاع السياسية وتقاسم النفوذ ودعم المشروع الإسرائيلي الهادف إلى التوسع على حساب الأراضي العربية المجاورة للأراضي الفلسطينية المحتلةفي حين أن الرد والردع العربي في حالة عجز مطلق ..

في ذكرى ولادة البعث في 7 نيسان من عام 1947 تستوقفنا المناسبة باعتبارها كانت استجابة لضرورة قومية حيث كان الحزب ولم يزل منذ التأسيس حزب المهمات النضالية …وإليه انتسب رفاق مناضلون حملوا هموم الأمة وآمنوا أن البعث هو الأداة النضالية الذي سينقل الأمة من واقعها المريض والمغلوب على أمرها إلى مواقع الاقتدار والتساوي مع بقية الأمم في العالم. وضمن هذا السياق يقول الرفيق القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق “إن الدافع لتأسيس الحزب هو شعورنا بالضرورة التاريخية، فالمجتمع العربي يقف اليوم على مفترق الطرق. وهو إما أن يستمر في الطريق الذي يسيّره فيه قادة السياسة الحاضرة الذين يرضون بالواقع الفاسد ويحكمون هكذا على الأمة بأن تبقى متأخرة مهملة الوزن في العالم، وإما أن يوقف العرب هذا التدهور بنتيجة تحول عنيف، واستجماع للإرادة، ووعي الإمكانيات الحقيقية الكامنة”.

ورغم ما مر به حزبنا من تجارب وما مورس عليه من مؤامرات ومحاولات لتدميره من داخله وخارجه إلا أنه بقى عصي على الردة بكل تعبيراتها وعلى الاجتثاث بكل مسمياته وبقى مرادفاً لمعاني الأمل والطموح للأمة ….

وإذ تحل ذكرى التأسيس هذا العام، والأمة العربية تتعرض لاطباق عدواني شامل من داخلها ومداخلها ، فإنها تحل على وقع الزلزال السياسي الذي قوض ركائز نظام الردة بعد عقود من انتحاله لصفة البعث وارتكابه لكل الموبقات الوطنية والقومية والاجتماعية بحق جماهيرنا وشعبنا وأمتنا بعد الانقضاض على شرعية البعث في 23شباط 1966.

وإذا كان الزلزال الذي انطلق من عاصمة التأسيس، قد أودى بنظام الردة ووجه ضربة قاسمة للمشروع الإيراني الذي ارتكز على الموقع السوري في تغوله في العمق القومي ومارس كل أشكال التخريب البنيوي في بنى المجتمع العربي وخاصة المجتمع السوري، فإنه فتح الآفاق أمام تحدٍ كبير يتعلق بإعادة البناء السياسي لسوريا واستعادة دورها كواحدة من رافعات النضال العربي التحرري.

من هنا فإنه في ذكرى تأسيس البعث الذي انطلق من دمشق إلى الربوع القومية الشاملة حاملاً معه كل الطموح الشعبي بالارتقاء بالأمة إلى مستوى تحقيق وحدتها الفعلية وتقدمها وتحررها من استلابها القومي والاجتماعي، لانرى سوريا إلا قلباً للعروبة النابض، وقاعدة متقدمة في مواجهة القوى التي تناصب الأمة العداء.

وعليه فإننا وفي ذكرى ميلاد حزبنا ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، نرى أن مسؤولية بناء سوريا بناء وطنياً في ظل نظام يقوم على أساس الفصل بين السلطات وتحكمه قواعد ديموقراطية الحياة السياسية وعلى أساس المساواة في المواطنة، يتطلب إطلاق ورشة عمل وطني شاملة تشارك فيها كل القوى الحريصة على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا ومؤسسات ، وخاصة تلك التي لعبت دوراً في مواجهة النظام المتهاوي واستبدداه وتنكره لأبسط الالتزامات القومية. وإذ يشدد الحزب على إطلاق العملية السياسية ذات الأبعاد الوطنية الشاملة فلأجل توفير أرضية صلبة تمكن سوريا في نظامها السياسي الجديد من مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه بلدنا العزيز وأولها التحدي الصهيوني الذي وسع رقعة احتلاله لأرضنا الوطنية ويستمر في عدوانه على العمق السوري مستهدفًا القدرات العسكرية السورية ومؤسسات البحث العملي في استحضار لما فعله الاحتلال الأميركي للعراق.

إن الحزب وهو يقدر الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا وثقل التركة التي خلفها النظام الساقط ، يرى أن سوريا، بما تختزنه من تراث وطني وتجذر انتماء قومي ، قادرة على استنهاض أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وعليه فإنه يشدد على أهمية تطبيق أحكام العدالة الانتقالية لمساءلة ومحاسبة من ارتكب الجرائم بحق الشعب والأمة وفي إطار المؤسسات الدستورية وتحت سقف القانون وبما يؤدي إلى إنصاف الضحايا والتعويض المادي والمعنوي عليهم وخلق المناخ الملائم للتأهيل المجتمعي.

كما أن الحزب وفي مناسبة حلول الذكرى ال 78 لتأسيس البعث، يدعو إلى توسيع دائرة المشاركة السياسية في البناء الوطني بغية إقامة الدولة المدنية الديموقراطية وعلى قاعدة توسيع المشاركة السياسية في البناء الوطني بغية تأدية وظيفتها الإيجابية في إقامة دولة المواطنة التي لاتميز بين أبنائها أياً كانت انتماءاتهم الإيمانية والإثنية والجهوية، وتساهم في توفير عناصر المناعة الداخلية في مواجهة من يضمر شراً بسوريا أو يعمل لفرض وصاية عليها تحت أية ذريعة كانت وتحصن جبهتها الداخلية في مواجهة مشاريع التطبيع التي يسعى العدو لفرضها تحت ضغط النار.

في ذكرى تأسيس البعث، حزب الوحدة والحرية والاشتراكية، حزب فلسطين ، حزب التصدي للعدوان على الأمة أياً كانت مصادره وأطرافه ، يعاهد أمته وجماهيره في سوريا وعلى مستوى الوطن العربي الكبير ، أن يبقى وفيًا لمبادئه وأهدافه وأن يبقى في مقدمة الصفوف دفاعاً عن قضايا الأمة وخاصة قضية فلسطين التي كانت وستبقى قضية الأمة المركزية الأهم، وأن يبقى داعيًا لوحدة الصف الوطني في داخل سوريا وإلى إطلاق الجبهة الشعبية العربية لأجل تثوير الشارع العربي واستعادة نبضه انتصاراً لقضايا الوحدة والتحرير والديموقراطية السياسية.

في الذكرى ال 78 لميلاد حزب الثورة العربية ، حزب الرسالة الخالدة

تحية للرفاق المؤسسين وعلى رأسهم الرفيق القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق ورفيق دربه في التأسيس وما سبق الأستاذ صلاح البيطار .

وتحية لشهداء فلسطين وكل شهداء الأمة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر الأمين العام للحزب القائد صدام حسين .

تحية لشهداء البعث ولمناضليه الذين واجهوا نظام الردة ولم تهن عزيمتم وبقوا قابضين على جمر المواقف المبدئية .

الحرية للأسرى والمعتقلين في معسكرات ومعتقلات العدو الصهيوني وأقبية السجون في أنظمة القمع والإرتهان للخارج الدولي والإقليمي ، والشفاء للجرحى والعهد أن تبقى مسيرة البعث ، مسيرة صاعدة حتى تحقيق أهداف أمتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية.

عاشت سوريا ، عاشت فلس-طين ، عاشت الامة العربية.

حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا

قيادة قطر سوريا

2025/4/4