نصال النيل

شعر : مها حسن أبو راس

قَتَلني الوَطَنُ بِنِصالِ سَيفِهِ
أم تُراني أنا مَن قَ-تَلتُ المُوطِنا؟
وهَل يَملِكُ النّيلُ سَيفًا قاتِ-لا؟

فما أُخمِدَ السَّيفُ في النَّيلِ غَمدَهُ،
وما أطفَأت ماؤُهُ جَمرًا تَسَعّرا.

تَناوَشَتْنا الحُروبُ بِكُلِّ بُقعَةٍ،
فكيفَ لِراياتِ السَّلامِ تُنَشَّرا؟

كَأَنّي بها الغَبراءُ، أَصلُها دِيرَتي،
وحِينَ تَنادَتْ لِداحِسِها،
أجَابَتْ أَرْضُ السُّودانِ: هَيّا تَناحَرا!

اللَّيلُ في بَلَدي أرخى سُدُولَهُ طَويلًا،
وصُبحُ السَّلامِ تَوَلَّى مُدبِرا.

ألا يا نِيلَنا، هَبْ لَنا مِن غَيضِ فَيضِكَ،
فَجرًا، سَلامًا، عَهدًا أَنضَرا.

ويا زَهرَةَ النَالِ نادِي معَ النَّدى،
وأنشِدي: “ديارِي، سَلامًا أَخضَرا!”

فَإنّا كَفَرنا بِكُلِّ المَواجِعِ،
وإنّا سَئِمنا مِن القَ-تلِ مَنظَرا