تصاعد الاحتجاجات في غزة ومطالبات بتنحي حماس عن السلطة

دعا منذر الحايك، المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة، حركة حماس إلى “الاستماع لصوت الشعب” والتخلي عن إدارة القطاع، مشددًا على أن وجودها أصبح يشكل خطرًا على القضية الفلسطينية. وأكد الحايك أن سكان غزة خرجوا للتظاهر رفضًا للواقع المأساوي الذي يعيشونه، مطالبين بإنهاء حكم الحركة.

جاءت هذه التصريحات عقب تظاهرات شارك فيها مئات الفلسطينيين في غزة، في أكبر احتجاج مناهض لحماس منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. تجمع المتظاهرون بجوار مخيم للنازحين في بيت لاهيا شمالي القطاع، وساروا وسط أنقاض المباني المدمرة، مرددين هتافات من بينها “حماس برا برا”.

وأفادت تقارير إعلامية بأن ملثمين تابعين لحماس، بعضهم مسلح وآخرون يحملون هراوات، تدخلوا لتفريق المتظاهرين بالقوة، لكن لم يتم التحقق من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل.

من جانبه، علق باسم نعيم، القيادي في حماس، بأن “من حق الناس التعبير عن معاناتهم”، لكنه رفض ما وصفه باستغلال الأوضاع الإنسانية لتمرير “أجندات سياسية مشبوهة”.

خلفية الاحتجاجات وتطورات الحرب

اندلعت المظاهرات بعد يوم من إطلاق حركة الجهاد الإسلامي صواريخ على إسرائيل، والتي ردت بإخلاء السكان من أجزاء واسعة من بيت لاهيا، مما أثار غضبًا شعبيًا.

وبعد نحو شهرين من وقف إطلاق النار، استأنفت إسرائيل هجماتها في 18 مارس، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والنازحين. ويعاني القطاع من دمار واسع النطاق، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 70% من مباني غزة تضررت أو دمرت، وسط انهيار أنظمة الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي ونقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية.

ردود الأفعال الداخلية

فيما اعتبر بعض المحتجين أن حماس تتحمل مسؤولية معاناة الشعب، رفض آخرون تحميلها اللوم وحدها، معتبرين أن العدو الحقيقي هو الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت بيانات منسوبة لوجهاء ومخاتير بيت لاهيا أن الاحتجاجات كانت عفوية وتهدف للضغط على المجتمع الدولي لإنهاء الحرب، بينما شدد بيان آخر لوجهاء المحافظات الجنوبية على دعم المقاومة في مواجهة الاحتلال.

في المقابل، دعت حماس إلى “النفير العام” في الأيام القادمة نصرة لغزة والقدس، في محاولة لحشد التأييد الشعبي مجددًا.