المبدعون الوطنيون.. سفارة وإمارة لرسم خارطة السلام

أمجد أحمد السيد

#ملف_الهدف_الثقافي

يواجه المجتمع في السودان أزمة طاحنة تهدد نسيج الوطن ومستقبل أجياله، لأن الحرب العبثية ليست مجرد معارك عسكرية. في ظل هذا الوضع، يبرز دور المجتمع المدني والرياضيين والفنانين والمثقفين والشعراء والأدباء باعتبارهم القوى الناعمة القادرة على التأثير في الرأي العام وتعزيز قيم السلام. فكيف يمكن لهذه الفئات أن تسهم في إيقاف الحرب، ونبذ خطاب الكراهية، ونشر التسامح والتعايش؟

المجتمع المدني رافعة السلام والتنمية، والمنظمات المدنية والجمعيات الطوعية لها دور أساسي فيه، يتجلى في توعية المواطنين بمخاطر الحرب وأهمية الحوار كبديل لحل النزاعات. كما يمكن لهذه المؤسسات تنظيم حملات مناهضة للعنف، وعقد منتديات للسلام، وتقديم الدعم النفسي للمتضررين، بما يخلق بيئة ترفض الحرب وتدعم المصالحة الوطنية. لطالما كان الرياضيون رمزًا للوحدة الوطنية، حيث تتجاوز الرياضة الانتماءات القبلية والسياسية. ويمكن للرياضيين إطلاق مبادرات تدعو إلى وقف الحرب من خلال رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم مباريات خيرية للسلام، أو حتى تكوين تحالف رياضي يضغط لأجل إنهاء النزاع.

الفن قوة مؤثرة في وجدان الشعوب، والموسيقى والغناء قادران على تجاوز الحواجز وبث رسائل المحبة. يمكن للفنانين إنتاج أغاني تدعو للسلام والتسامح، وإقامة حفلات خيرية لدعم النازحين، والمشاركة في حملات إعلامية لمناهضة الكراهية. وللكتاب والشعراء دور أساسي في صياغة خطاب مجتمعي يعزز السلام، ككتابة مقالات وقصائد وروايات تعكس معاناة الحرب وتدعو للحوار، إضافة إلى تنظيم ندوات أدبية تناقش سبل التعايش السلمي ودور الثقافة في بناء مجتمع متماسك.

ولتحقيق السلام، علينا إطلاق حملات تضامن إعلامية موحدة ضد خطاب الكراهية، باستخدام منصات التواصل لتعزيز الحوار والمصالحة. وللشباب دورهم الحيوي، وكذا النساء، فيض مبادرات بناء السلام في المجتمع، من خلال الضغط على صناع القرار، وإنتاج حملات جماهيرية تطالب بإيقاف الحرب والبحث عن حلول سلمية.

السودان بحاجة إلى صوت موحد من جميع فئاته، يرفض الحرب ويطالب بالسلام. بالضرورة، تتوحد جهود المجتمع المدني والرياضيين والفنانين والمثقفين والأدباء، ويمكنهم تشكيل قوة ضغط حقيقية تعيد الأمل وترسم ملامح وطن يسوده التسامح والتعايش بدلًا من الاقتتال والدمار.