
د. محمد عبدالله الريح
#ملف_الهدف_الثقافي
يلاحظ أن لدى أغلب الشعب السوداني إحساسًا استعلائيًا تجاه الشعوب الأفريقية التي تقع جنوب السودان، بينما واقعيًا وفعليًا، ومن خلال عملي في أفريقيا، أرى أننا أفقر وأجهل وأكثر تخلفًا من أغلب هذه الشعوب.
أذكر لكم أمثلة شخصية:
- المثال الأول:
- عندما كنت مسافرًا للعمل في نيجيريا، حرصت زوجتي على أخذ كل ما يلزمها، خوفًا من عدم توفر بعض الاحتياجات الأساسية هناك. كنت أراقبها وأبتسم. عند عودتنا من الإجازة، اشترت زوجتي من الأسواق النيجيرية ما لم تجده في السودان.
- المثال الثاني:
- عندما أخبرت الناس عن وجهتي إلى نيجيريا، كان الرد السائد “بلد الفلاتة!” بنبرة استهزاء. عند وصولي، اكتشفت أن العديد من الفلاتة يتمتعون بمستوى علمي وأدبي وذوقي يفوق ما هو موجود في السودان، ناهيك عن المستوى المادي.
- المثال الثالث:
- عندما سافرت إلى رواندا قبل شهرتها، استغرب موظف الجوازات في المطار وجهتي. عند وصولي إلى العاصمة كيغالي، أدركت أن الشخصية السودانية بحاجة إلى ثورة لتغيير نظرتها وتقييم وضعها الحقيقي، ومعالجة أمراضها الداخلية قبل التفكير في تطوير البلاد.
- المثال الرابع:
- قبل سفري إلى زيمبابوي، كنت أتوقع أن أجد شعبًا متخلفًا بسبب صورة موغابي وقصص التضخم. عند وصولي، وجدت نفسي الأقل معرفة. يمكن أن تجد في زيمبابوي بائع عصير يحمل شهادة دكتوراه في الفلسفة أو الاقتصاد. وفقًا للتقارير الرسمية، نسبة الأمية في زيمبابوي تقترب من الصفر. مديري الحالي من زيمبابوي، وأتعلم منه الكثير.
الخلاصة:
يجب علينا أن نبدأ بدراسة عيوبنا وعيوب مجتمعنا، ومواجهتها بشجاعة، لنحدث ثورة حقيقية. هذا لا يعني الشعور بالدونية، بل معرفة قدراتنا الحقيقية لمميزاتنا ومواطن ضعفنا.