
سهير صلاح
#ملف_الهدف_الثقافي
أمي يا حبًا أهواه يا قلبًا أعشق دنياه يا شمسًا تشرق في أفقي يا وردًا في العمر شذاه يا كل الدنيا يا أملي.. أنت الإخلاص ومعناه فلأنت عطاء من ربي فبماذا أحيا لولاه ماذا أهديك من الدنيا قلبي أم عيني أماه روحي أنفاسي أم عمري والكل قليل أواه ماذا أتذكر يا أمي لا يوجد شيء أنساه فالماضي يحمل أزهارًا والحاضر تبسم شفتاه ما زال حنانك في خلدي يعطيه سرورًا يرعاه كم ليلٍ سهرتِ في مرضي تبكي وتنادي رباه طفلي وحبيبي يا ربي املأ بالصحة دنياه الأم تذوب لكي نحيا ونذوق من العمر هناه الأم بحار من خير والبحر تدوم عطاياه..
الأم هي المعجزة التي وهبها الله عز وجل للبشرية وهي من وضعت الجنة تحت أقدامها، ومن تعبت لتحتضن جنينها بعد احتوائه أكثر من تسعة أشهر بعد الثقل الذي صاحبها أثناء الحمل، لم تتأثر بما تركه الحمل من علامات مزعجة على جسدها وما رافقه من سهر طويل، فهي التي لم تشتك، بل قابلت التعب بالحب. الأم زهرة الحياة، رضاها يحدد المصير، لا راحة في الدنيا دون ابتسامتها، ولا جنة في الآخرة عند غضبها، تعلم العطاء بأفعالها، وهي التي تقدم دون أن تأخذ، ولا تنتظر إلا أن ترى النتيجة بالتقدم والنجاح لأبنائها، هي الصانعة للأجيال والمثابرة، ومصدر الحنان ينبع من قلبها دون توقف، وهي نموذج من الرحمة، وكتلة من الصبر، قدرها عظيم لا يقدر بثمن، ومكانتها كبيرة لا يمكن وصفها. هي من يشكى لها الهم بعد الله، ودعاؤها يهز السماء لشدة قوته على الرغم من أن صوتها رقيق وحنون، هي صانعة الرجال ومربية لغيرها من الأمهات، وهي أساس الاستمرار في هذا الكون، وسبب الإحساس بالأمان هو وجودها، وغيابها مؤلم ومظلم، باختصار لا حياة دونها. معجزات الأم كثيرة أهمها العطاء؛ فهي تظلم نفسها لتنصف أبنائها، وتتعب نفسها لراحتهم، وهي تعرف ما يدور داخلهم وما يواجههم في الحياة دون أن يفصحوا بذلك، هي قارئة أفكارهم، ومن أشد الصابرين عليهم، الإحسان إليها أمر لا يحق التهاون به. من أجمل معاني الحب هو حبها، ووفاؤها لأبنائها لا يمكن أن تغيره ظروف أو مصاعب، بل يزيد مع الأيام.
رد الجميل للأم أمر صعب لا يمكن إتمامه على أكمل وجه، مهما قدم لها لن يصلها حقها بما قدمته هي، ولكن لا بأس من تقديرها وجعل 21 مارس من كل عام عيد لها والتعبير عن حبها بتقديم هدية في عيدها وعيد ميلادها، أو دعوتها للخروج والتنزه، وزيارتها والاستماع لكلامها وأحاديثها، وتجنب أي كلمة أو فعل يؤذيها أو يؤذي مشاعرها، وطاعتها وعدم جدالها، ومساعدتها عند الكبر والشيخوخة؛ فتجاعيد يدها تدل على عملها لإنشاء وتقديم ما يحب أبناؤها من طعام وترتيبهم وتعليمهم، وتجاعيد وجهها تدل على سهرها في مرضهم ووقت اختباراتهم، وألم ظهرها وقدميها يدل على وقوفها بجانبهم وتمريرهم بالحياة وإزالة العقبات والمشاكل عنهم قبل أن يعرفوها، وصوتها المتعب يدل على شدة دعائها لهم خوفًا عليهم ورفقًا بهم. لن نصل إلى ما تستحقه الأم، فبسبب عظمتها أوصى بها الله ورسوله، ففضلها لا يمكن أن ينسى لقوته وتأثيره في الحياة، مهما ابتعدنا تكون هي سبب الوصول إلى المراد.
ففي الركن يبدو وجه أمي لا أراه لأنه سكن الجوانح من سنين فالعين إن غفلت قليلًا لا ترى لكن من سكن الجوانح لا يغيب وإن توارى مثل كل الغائبين يبدو أمامي وجه أمي كلما اشتدت رياح الحزن وارتعد الجبين هي الأم عالم من الحب والحنين.. حنانها كوكب يستضيف فلذات أكبادها… وفي عيدها يترنم العشق الصادق لها دمتن كواكب محبة وشموس عزة وأنهار كبرياء