نشأة مملكة دارفور

محسن عزالدين

#ملف_الهدف_الثقافي

في عام 1445م، أسس سليمان سلونق، المعروف أيضًا بسليمان العربي، مملكة دارفور الإسلامية. استطاع سليمان توحيد 37 زعامة ومملكة صغيرة تحت حكمه بعد خوضه حوالي 32 معركة. كانت المملكة تضم مسلمين ووثنيين، وعمل السلطان على تعزيز سلطته في دارفور عن طريق عزل الزعامات المحلية وتعيين زعماء جدد من أهل البلاد.

في عام 1603م، نشأت سلطنة الفور، التي شهدت نهايتين: الأولى في 24 أكتوبر 1874م، عندما استسلمت لأمير الحرب رابح بن الزبير، والثانية في عام 1916م، عندما أصبحت جزءًا من السودان.

وفي عام 1504م، تأسست السلطنة الزرقاء (سنار) بتحالف عمارة دنقس وعبدالله جماع. بلغ عدد سلاطينها حوالي 26 سلطانًا، لم ينجُ منهم من القتل سوى واحد فقط، وهو بادي أبوشلوخ. والغريب في الأمر أن من أجبره على التنازل لم يكن سوى الشيخ محمد أبولكيلك (1710-1776)، وهو حفيد امرأة ناجية من أهل سوبا. أطلق سكان سنار على القبائل النازحة من سوبا لفظة “الهمج” تقليلًا من شأنهم، وتم تحريف هذه الكلمة إلى لفظة “العنج” في كتب التاريخ المدرسية.

يشبه مصير بادي أبوشلوخ (1762م) إلى حد كبير مصير عمر حسن البشير (2019م). حكم بادي أبوشلوخ مملكة سنار نحو 38 عامًا، واعتمد لحماية نفسه على تقريب الشيخ محمد أبولكيلك، أحد زعماء قبائل الهمج. كان لقب “الشيخ” يطلق على بعض الشخصيات البارزة من الهمج، وكان يحيط بأبولكيلك عدد من فرسان القبيلة. شارك أبولكيلك في معارك القضاء على مملكة المسبعات (الأبيض) مع فرسانه، وتمكن بفضل شجاعته وإقدامه من إعادة تجميع الجيش بعد هزائم تلقاها عقب مقتل قادته، فاستطاع أن يصبح قائدًا عامًا لجيش مملكة سنار في الأبيض. وفي نفس العام (1744م)، تمكن أيضًا من صد هجوم واسع للحبشة لغزو المملكة، فارتفعت مكانة الشيخ محمد أبولكيلك، وتم تعيينه حاكمًا لكردفان (1748م).

عاد أبولكيلك إلى سنار في عام 1762م فاتحًا بعد أن سمع عن تدهور أحوال المدينة بسبب استهتار بادي أبوشلوخ وازدياد المعارضة. تميزت سنوات حكم السلطان بادي أبوشلوخ الطويلة في نصفها الأول بالعدل والخير والصلاح، فقد كان له وزراء من أهل الدراية والعلم. ولكن بعد استفراده بالسلطة، قتل بقية “الأونساب” وغير وبدل في الأنظمة التي تحكم وتنظم السلطنة.