مبادرة “زاد المرافقين” لإفطار الصائمين في المستشفيات

دكتورة سلمى نايل

#ملف_الهدف_الثقافي

في أول أيام شهر رمضان المبارك، وأثناء زيارتنا لأحد المستشفيات، لفت انتباهنا مشهد مؤلم؛ مرافقون للمرضى يجلسون في أروقة المستشفى وعلى الأرصفة، ينتظرون أذان المغرب دون طعام. بعضهم بالكاد يملك ما يسد جوعه، وآخرون يكتفون بالماء، ووجوههم تعكس حاجتهم دون أن يتفوهوا بطلب. كان الموقف أكبر من أن نتجاهله، فقررنا أن نفعل شيئًا، مهما كان بسيطًا.

كان معنا مبلغ متواضع، فتوجهنا إلى متجر الأدوات المنزلية واشترينا ثلاثين طبقًا للاستخدام مرة واحدة. كنا ثلاثة أشخاص، وكل واحد منا حمل عشرة أطباق، ومهمته أن يوفر عشر وجبات للمحتاجين من المرافقين، بأي طعام متاح. المهم ألا يفطروا جائعين.

في اليوم التالي، جمعنا ثلاثين وجبة سودانية شعبية، لكن سرعان ما أدركنا أن الحاجة أكبر مما توقعنا، والمشهد كان يفطر القلب؛ عدد الصائمين الجائعين كان يفوق ما استطعنا تقديمه. شعرنا بالعجز، لكننا لم نستسلم، فبدأنا في توسيع المبادرة، ومع مرور الأيام زاد عدد المتبرعين والمشاركين، واتسعت رقعة الخير، حتى أصبحنا نوزع ما بين 200 إلى 250 وجبة يوميًا.

وفي ختام الشهر الفضيل، كان الإفطار الجماعي يوم العيد لحظة استثنائية؛ مشهد من المحبة والفرح، حيث شعر الجميع بأن هذا العمل الصغير الذي بدأناه قد تحول إلى مبادرة حقيقية تسد جوع المحتاج، وترسم البسمة على الوجوه.

“زاد المرافقين” .. حين يصبح العطاء عادة، ويزهر الخير في قلوب الناس.