ظلت حاضرة ولاية الجزيرة وعاصمتها في معاناة مستمرة منذ سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة أبوعاقلة كيكل وحتى إعلان سيطرة الجيش عليها بقيادة أبوعاقلة كيكل!
تجلت معاناة سكان ود مدني في انفراط الأمن، ففي حي “شوك” على سبيل المثال لا الحصر، وهو من الأحياء الجديدة التي نزح سكانه وكان نهبا للصوص، ومن قبل كان مركزاً لتجمعات جنود الدعم السريع، وهو الآن مستغل من قبل المجموعات القتالية التي دخلت وسيطرت على المدينة.
في كثير من أحياء مدني لم تستقر بعد الأوضاع، ولم يسر النظام ولم يعم الأمن والسلام، ولكن تجدر الإشارة إلى أن بعض الأحياء المأهولة بالسكان تمارس حياتها كما كان سابقاً (التعاون التضامن بين الأسر والأفراد).
عادت الكهرباء في مناطق محدودة جدا مثل “قشلاق البوليس، حي الدرجة والمستشفى الكبير
ولكن لاتزال كثير من المناطق تعاني من انعدام الكهرباء والماء، وهناك حديث يسري بين السكان بأن سلطة الأمر الواقع المسيطرة الآن، لم تهتم بإغاثة الناس إلا القليل من جهد المنظمات الخيرية الذي لايغطي سوى أعداد محدودة، فالمواطن يعيش الآن في حالة من الترقب والحذر بين الغلاء وانفراط الأمن.
بعض الأصوات في المدينة تتحدث عن بعض حالات النهب من طرف مسلحين يتبعون للقوة التي سيطرت على المدينة، بينما تعاني الشرطة من محدودية أفرادها وإمكانياتها مقابل التحديات الماثلة، ما أدى لضعف دورها، بينما يقول بعض السكان بأنها عادت بنفس عقليتها القديمة أيام سلطة الرئيس المخلوع وسلوك الإنقاذ وأسوأ منه،
من الملاحظ لكل عين راصدة تحركات الفلول وهم يحاولون إعادة ترتيب أوضاعهم لفرض سيطرتهم على الولاية من جديد، بينما الجميع مشغولين بتوفير لقمة العيش والدفاع عن الممتلكات الخاصة والأعراض .