مراسل الهدف_لندن
رمضان في بريطانيا مختلف عن بقية الدول الأوربية لأن الجاليات المسلمة والعربية عموماً والسودانية تحديدا تقدم نفسها لتعكس عاداتها وتقاليدها. وتُعد الإفطارات الجماعية في الساحات والأماكن العامة واحدة من أهم الفعاليات السودانية التي تجذب الصائمين البريطانيين والأجانب وحتى السياح.
ولعل الإفطار الأخير، الذي أُقيم ثامن أيام رمضان في كاتدرائية مانشستر البريطانية، واحدا من أجمل الأحداث التي يمكن للسائح أن يكتشفها حيث يعيش الأجواء الرمضانية بامتياز، فإن الأذان رُفع فيها لأول مرة.
تنافس رمضاني:
جالية كاردف وجنوب ويلز تنافست مع مدينة لندن وبقية المدن الأخرى ونظمت نفسها في شهر رمضان، لتعيش المدينة الأجواء الروحية في طقس سنوي يرى كثيرون فيه مناسبة لتعريف الآخرين بالثقافة الإسلامية عموماً والسودانية خصوصاً بما فيها من قيم التكافل والتعاضد بين أفراد الجالية.
جالية كاردف وجنوب ويلز تواصل إقامة إفطاراتها الرمضانية الجماعية وذلك في كل يوم سبت من كل أسبوع طيلة أيام الشهر الفضيل.
وشرَّف الإفطار الجماعي الرمضاني الثالث للجالية السبت الماضي 15 مارس الجاري السيدة/ هيلين جنتر Helen Gunter عضو مجلس مدينة كاردف عن منطقة Butetown وممثلان للشرطة في جنوب ويلز، وأشادا بروح التضامن السودانية وأمَّنا على الإكثار من تنظيم مثل هذه المناسبات الجماعية التي ستساهم بدورها في إرساء دعائم التعايش السِّلمي بين مكوِّنات المجتمع البريطاني العريض.
“الهدف” رصدت إفطارات جالية كاردف لرمضان هذا العام والذي تميز بتنوع المشاركات وتنوع الفعاليات ومشاركات واسعة لأفراد الجالية السودانية حتى من مدن بريطانية أخرى، ومشاركة المجتمع البريطاني الرسمي والشعبي في الإفطارات الرمضانية.
مائدة سودانية:
وتميز الإفطار الرمضاني هذا العام بإنها غنية بالأطباق المتنوّعة والمشروبات التقليدية التي تمنح المائدة نكهة خاصة وتعبّر عن عمق الثقافة السودانية وتراثها العريق.
يبدأ الإفطار غالباً بتناول التمر والماء أو العصائر الباردة وبعد ساعات طويلة من الصيام، يأتي دور الأطباق الدسمة والمغذية التي تحمل طابعاً شعبياً مميزاً، على رأس هذه الأطباق تأتي “العصيدة” وهي وجبة تقليدية تُقدَّم مع أنواع مختلفة من “الملاح” أو الصلصات، مثل ملاح الويكة أو ملاح الروب، وكانت حاضرة في كل الإفطارات التي أقامتها الجالية كما أن القُراصة تحظى بمكانة خاصة على المائدة السودانية في كاردف حيث تُقدَّم غالباً إلى جانب الملاح وتُعتبر عنصراً أساسياً في وجبة الإفطار.
ويُعَدّ الآبري الأحمر، المعروف بالحلو مُر، واحداً من أبرز المشروبات التقليدية إلى جانب مشروب الكركدي، والذي زين المائدة ولفت أنظار الضيوف.
لاتكتمل المائدة الرمضانية دون الحلويات التقليدية، من بينها الباسطة بالفول السوداني وهي شبيهة بالبقلاوة، إضافة إلى الزلابية، والكنافة والشعيرية بالحليب التي كانت حاضرة في المائدة الرمضانية لجالية كاردف .
عدد من اعضاء البرلمان الوليزي أبدوا استعدادهم المشاركة في إفطارات الجالية المقبلة، إلى جانب جاليات مسلمة أخرى.
رئيس الجالية عبد الله بكتير لعب دوراً مؤثراً في التفاف الأعضاء والمشاركة الفاعلة في إنجاح الفعاليات المختلفة ومن ضمنها فعالية هذا الشهر الرمضاني الفضيل.